يعتبر المسنّون من أكثر الفئات المعرّضة للكسور والخضوع لجراحة العظام وعادة ما يحدث ذلك نتيجة الوضوء أو الاستحمام..، حيث يمثلون نحو 40% من العدد الإجمالي في الاستعجالات الخاصة بجراحة العظام، وفق ما كشف عنه البروفيسور إلياس آيت الحاج رئيس وحدة استعجالات جراحة العظام بمستشفى بن عكنون ورئيس الجمعية الجزائرية لجراحة الركبة والورك والجراحة بالمنظار "ساغا". وأوضح آيت الحاج أنّ هشاشة العظام لدى هؤلاء المسنين تؤدي بهم إلى الكسور مع أبسط حادث أو سقوط قد يتعرضون له وهو ما يتطلب عناية لهؤلاء المسنين من قبل ذويهم. ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الفئات الأكثر عرضة لجراحة العظام، استنادا إلى تصنيف المختص آيت الحاج، الرياضيون سواء من الهاوين أو من المحترفين وكذا الأشخاص المتعرضون لحوادث العمل والسقوط من أماكن عالية أو حوادث النجارين الذين يستعجلون عملهم على حساب إجراءات الحماية التي يتخلصون منها لتسريع العمل دون الأخذ بعين الاعتبارات المآلات الخطيرة لذلك. وإلى جانب الطابع الاستعجالي لجراحة العظام تحدث رئيس الجمعية الجزائرية لجراحة الركبة والورك والجراحة بالمنظار "ساغا" عن قائمة انتظار طويلة للمرضى، فيما يخص "الجراحة الباردة" ووضع مفاصل اصطناعية في الركبة والورك، تضم بين 600-700 مريض منهم نحو 360 ينتظر منذ 2017 أي منذ نحو 4 سنوات تقريبا، على مستوى المؤسسة الاستشفائية بن عكنون لوحدها. وتعود هذه القوائم الطويلة، برأي المختص، إلى التراكمات المختلفة والتي زادها وباء كورونا تعقيدا، حيث يقول إنّ "عدد المفاصل الاصطناعية قليل ومحدود مقارنة مع الطلبات الحاجيات المعبر عنها من قبل المرضى كما أنّ غرفة الجراحة عرفت أشغال ترميم وصيانة توقف العمل على إثرها لنحو 7 أشهر بعدها حلّ الوباء كورونا الذي عطّل هو الآخر التكفل بهؤلاء المرضى، حيث اقتصر العمل على التكفل بالحالات الاستعجالية فقط". وتجري حاليا مؤسسة بن عكنون الاستشفائية 60 عملية تقريبا شهريا.. وللقضاء على هذه القوائم يقترح المختص توجيه المرضى نحو مصالح استشفائية أخرى غير بن عكنون، خاصة وأن هذه المفاصل توضع في المؤسسات الاستشفائية العمومية الجامعية ويجب تعميمها على بقية المراكز الصحية للرفع من قدرات عمل المهنيين في المجال وامتصاص الطلب المتزايد على هذا النوع من الجراحة. ودعا المتحدث إلى التخلص من ذهنية التوجه نحو بعض المؤسسات الصحية دون غيرها، حيث يقصد المرضى جميعا مستشفى بن عكنون لاعتقادهم أنه مستشفى متخصص في أمراض العظام، رغم أن هذا التخصص موجود في كامل المستشفيات الجامعية وجميع المختصين عبر الوطن يحوزون على الكفاءة والمؤهلات لعلاج المرضى، فالاكتظاظ الكبير، كما قال، على بعض المصالح والمستشفيات يؤدي إلى إنهاك وإرهاق الأطقم الصحية وبالتالي الوقوع في الخطأ في حال استمرار العمل، كما أنّ مستشفى مصطفى باشا وباب الوادي يحوزان على أكبر المصالح في طب العظام بالجزائر، وعليه يجب تغيير الذهنيات والتوجه نحو بقية المصالح في كامل الوطن. دورة تكوينية للأطباء المقيمين ونظمت، نهاية الأسبوع الفارط، جمعية "ساغا" دورة تكوينية لفائدة الأطباء المقيمين استفاد منها ما يقارب 45 شخصا بمعدل اثنين من كل مستشفى "بن عكنون، بيشا، زميرلي، دويرة، عين النعجة، باب الوادي"، ومنهم أيضا من ولاية البليدة، وحالت الوضعية الوبائية بسبب كورونا دون استفادة عشرات الأطباء المقيمين الذين لم يحالفهم الحظ. وتضمن التكوين محاضرات عن بعد من قبل مختصين من ليون الفرنسية وكذا مختصين من الجزائر بالإضافة إلى ورشات وتبادل الخبرات بين الأطباء والمختصين. وتضاف هذه الدورة إلى نحو 10 دورات ولقاءات علمية نظمتها جمعية "ساغا" منذ حصولها على الاعتماد في جويلية 2020 وأطّرتها مرجعيات وطنية ودولية " فرنسية وأمريكية".. بالإضافة إلى لقاءات ومحاضرات بتقنية التحاضر عن بعد واستفاد من ذلك مختصون ومقيمون في ولاية الجزائر وقسنطينة على أن تنقل التجربة لولاية وهران ووادي سوف لاستفادة مختصي ولايات غرب الوطن وجنوبه.. واعتبر آيت الحاج رئيس الجمعية أنّ "تخصص جراحة العظام صعب جدا، فهو يختص بأصغر فقرة في الرقبة إلى أصغر أصبع في القدم، ويحتاج إلى تخصص داخل التخصص، فلا يوجد جراح يجيد فعل كل شيء في جراحة العظم.. هناك من يختص في جراحة عظم اليد أو الورك أو الكتف أو الظهر…".