يعيش سكان سيدي بلعباس على وقع حالة من الهيستيريا رافقها الخوف الذي انتابهم جراء انتشار الوباء الخطير بين المواطنين، والذي نشرت "الشروق اليومي" أول تفاصليه بالأمس فيما لم تتوصل بعد الجهات الطبية إلى معرفة و تحديد تسميته الدقيقة مكتفين حتى الآن بوصفه بالوباء الغريب. استقبلت صبيحة أمس مصلحة الدم بمستشفى عبد القادر حساني ثمانية مصابين جدد بالوباء "المجهول "الذي أصاب العشرات من سكان المدينة و مختلف الدوائر و المناطق المجاورة لها، حيث ذكرت مصادر مسؤولة بمديرية المستشفى المذكور أن المصابين الثمانية تم توجيههم مباشرة إلى مصلحة أمراض الدم التي شهدت إقبالا و توافدا كبيرا من قبل الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الوباء الأولية والمتمثلة في إسهال حاد متبوع بارتفاع في درجة حرارة الجسم وانخفاض في ضغط الدم، بالإضافة إلى زيادة في نسبة البروتينات في البول الذي يكون مصحوبا بقطرات من الدم، كما لوحظ انتفاخ في أرجل المصابين كأول عرض يدل على إصابتهم بالداء الغريب الذي ينتهي بانتفاخ على مستوى البطن ثم الوجه. و أكدت ذات المصادر، أن عددا من المصابين تم إبقائهم بمصلحة أمراض الدم للخضوع للمعاينة و المتابعة الطبية الدقيقة ويبلغ عددهم 40 مصابا تم استقبالهم بالمصلحة لوحدها، فيما تم تحويل آخرين نحو مصلحة الأمراض المعدية و مصلحة الجراحة العصبية للإستنجاد بأسرّتها بعد أن ضاق المكان بالمصلحة السالفة الذكر، فيما يتواصل من وقت لآخر توافد المصابين الذين يجهل لحد الآن عددهم الرسمي. و ما يعتبر جديدا في الوباء، هو أن الإصابة أضحت تهدد الأشخاص البالغة أعمارهم بين 25 و 26 سنة و تسجيل حالة لدى شخص في ال 76 من عمره، بعد أن كان الوباء حكرا على فئة عمرية من 30 إلى 45 سنة، و هو ما زاد من إحتمال أن يشمل هذا الداء و يمس فئات أخرى. يحدث هذا في الوقت الذي كشفت فيه نتائج التحاليل الطبية أن مسببات الإصابة بالوباء سلبية مما يبقي اللغز قائما أمام الأطباء الذين لم يتوصلوا إلى معرفة الوباء و التكهن فقط بأنه يدعى SYDROME NEPHRITIQUE و يصيب الدورة الدموية بالكلى خاصة بعد ملاحظة انتفاخات على مستوى الكلى لدى جميع المرضى، غير أن هذا يبقى مجرد توقع إلى حين التوصل إلى نتائج دقيقة ستفرزها التحاليل بمخبر "بيلا بدجي" المتواجد ببنى مسوس بالعاصمة. وموازاة مع ذلك فقد عجلت مديرية الصحة بالولاية في تشكيل خلية أزمة متكونة من أطباء و أخصائيين قصد مباشرة تحقيقاتهم لإزاحة الغبار عن مسببات المرض بالإضافة إلى عقد إجتماع طارئ يجمع كل الأطباء الرئيسيين و مدراء القطاعات الصحية المتواجدة عبر كامل تراب الولاية و الحرص على توجيه الحالات الجديدة و كل المصابين إلى المستشفى للتكفل بهم، فيما تم طمئنة المواطنين بأن المرض لا يصنف ضمن خانة الأمراض المعدية . للإشارة فإن مستشفى عبد القادر رحماني سبق وأن استقبل على مستوى مصلحة الدم ما يقارب 60 عائلة تقطن جميعها بدائرة "تلاغ" ليتم الإعلان عن حالة الطوارئ القصوى بقطاع الصحة بالولاية. م.مراد