استقبلت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، بمقر الوزارة مجموعة من المسرحيين، حيث تمحور الحديث حول سبل إصلاح المنظومة المسرحية في الجزائر ورؤية الوزارة لهذا الملف. الفرصة كانت مناسبة ليستعرض المسرحيون مشاكلهم واقتراحاتهم ونظرتهم لأزمة الخشبة ومشاكلها. وهذا في انتظار أن تفرج الوزارة عن نتائج لجنة إصلاح المسرح في 26 مارس الجاري. وقد استمر نقاش الوزيرة مع المسرحيين، الذي جرى خارج مكاتب الوزارة، قرابة 3 ساعات، وتميز النقاش، حسب بعض من حضر اللقاء، بالصراحة. وأبدت بن دودة رغبة في الإنصات لجميع الاقتراحات التي تخص ملف المسرح، بما فيها مشاكل التعاونيات المسرحية وآفاق المسارح الخاصة، التي يجري الإعداد لمرسوم تنفيذي يحدد عملها. وقال بيان لوزارة الثقافة إن بن دودة "التزمت بمراجعة شاملة للمنظومة المسرحية، بما يُمكّنها من الاستجابة لتطلعات المسرحيين الجزائريين، وتشجيعهم على الإبداع وتحرير المبادرات". وأضاف البيان أن الاستقبال الذي خصصته الوزيرة للمسرحيين يأتي في إطار التزاماتها "بتنظيم لقاءات أخرى مع مختلف الفاعلين في المشهد الثقافي، بُغية الاستماع إلى انشغالاتهم عن قُرب ومعالجة المشكلات المطروحة". وقال المخرج شوفي بوزيد، أحد الذين حظروا لقاء الوزيرة، إن اللقاء جاء من منطلق "تجاوز مقام نقد الوصاية إلى مقام دعوتها إلى الإنصات إلى خطابنا ورؤانا التي نؤمن بأن مشهدنا الثقافي محتاج إليها الآن. ولها واسع النظر لاحقا في أخذ أو ترك ما تراه". وأضاف رئيس حركة التياتراليين قيد التأسيس قائلا: "علينا الاقتراح والباقي على الباقي. وهذا ما استجابت له وزيرة الثقافة والفنون، إذ التقت نخبة من المسرحيين سمعتهم وسمعوها. حيث قدمنا جملة من الرؤى والحلول لبعض المعيقات التي ظلت تعمل على الحد من الأداء المسرحي". وأكد المتحدث أن المسرحين في لقائهم بالوزيرة لمسوا "استعدادا لدى الوزيرة الوصية لأن تتحول الوزارة إلى مظلة مرافقة للمجتمع الثقافي المدني وجعله شريكا في مختلف الأفعال الثقافي؛ منها الفعل المسرحي؛ من خلال مد اليد للمسارح الحرة والمبادرات المسرحية المدنية القادرة على الوصول إلى أوسع نطاق في الأوساط الشعبية. ونحن نثمن هذا التوجه لأنه فعال ومثمر وناجع وخالق لقيم التشجيع." مؤكدا في السياق ذاته أنه "آن الأوان لأن نتحول نحن التياتراليين إلى قوة اقتراح مواكبة للحاجات الملحة لمشهدنا المسرحي؛ في تكامل مع الوصاية وصولا إلى مشهد مسرحي صحي ومتراكم ومؤمن بقدراته. من ذلك خلق نخبة وطنية مسرحية تكون ممثلا حقيقيا ومشرفا للمشهد المسرحي في الجمهورية الجزائرية".