خرج العشرات من سكان قرية رأس الماء، ببلدية أولاد رشاش، شرق ولاية خنشلة، الثلاثاء، إلى الشارع في حركة احتجاجية غريبة، فاجأت مستعملي الطريق، لمطالبة سلطات الدائرة والبلدية، بالتدخل العاجل، والعمل على الوفاء بالوعود المقدمة سابقا، لساكنة أولاد رشاش، من خلال التكفل بمطلب الغاز وفك العزلة عن القرية، قبل أن يصعد المواطنون مساء احتجاجهم الذي كان سلميا، بغلق الطريق المفضي إلى تبسة ومنها إلى الحدود مع تونس، عند مدخل مدينة أولاد رشاش، باتجاه قرية رأس الماء بجدار بشري. وأمام صمت السلطات واحتجاج السكان، سارع هؤلاء للتعبير عن سخطهم واحتجاجهم على الوضع السائد بالمنطقة، إلى غلق الطريق نهائيا ببناء جدار إسمنتي، بعد اقتناء مواد البناء، بطريقة احتجاجية غريبة، والأولى من نوعها وهو ما جعل مرتادي الطريق يعودون أدراجهم. وكان السكان قد رفعوا نداءات استغاثة في الكثير من المرات، للتكفل بمشاكلهم وانشغالاتهم، باعتبارهم يقطنون منطقة ظل، وتلقوا وعودا من منتخبي البلدية، وسلطات الدائرة للتكفل بها فورا، من دون أي تطبيق ميداني كما قالوا ل"الشروق"، الأمر الذي أثار حفيظة السكان، الذين خرجوا في احتجاج سلمي صباح الثلاثاء، وحولوه إلى شل للحركة في المساء، مجددين مطلب ربط القرية بغاز المدينة، ووضع حد لمعاناة الساكنة مع قارورات الغاز، واستغلال الحطب. وأمام عدم تدخل المسؤولين منذ الصباح، شرع السكان في تصعيد الاحتجاج وبناء جدار إسمنتي، أغلقوا خلاله الطريق الوحيد الدولي، مطالبين بتنقل سلطات الولاية إلى عين المكان. وقد حاول منتخبو البلدية التدخل وإقناع المحتجين بالعودة عن عملهم، من دون جدوى، في حين ظلت السلطات الأمنية تراقب الوضع من بعيد، تفاديا لأي انزلاق بين المحتجين ومستعملي الطريق.