آلاف المواطنين ينتفضون ضد التهميش وغياب التنمية ويطالبون بالتحقيق مع المسؤولين المحليين غلق الطريق السيار شرق-غرب بالأخضرية وطريق وطني بالمدية .. سد مداخل بلديات بجدران إسمنتية وشل نشاط مؤسسات عمومية عرفت صباح أمس العديد من البلديات عبر مختلف ولايات الوطن، موجة احتجاجات صاخبة نظمها آلاف المواطنين الذين انتفضوا ضد التهميش وغياب التنمية، وأقدموا على غلق الطريق السيار شرق-غرب بالأخضرية، وطريق وطني بالمدية، كما سدوا مداخل بلديات بجدران إسمنتية، وشلوا نشاط مؤسسات عمومية. حول عشرات المواطنين وقفة احتجاجية أمام مقر فرع الجزائرية للمياه بوسط مدينة الأخضرية، إلى الطريق السيار شرق-غرب، حيث أقدموا على غلقه في الاتجاهين باستعمال الحجارة والمتاريس تنديدا بتهميش السلطات المحلية والولائية لهم، وتجاهلها لانشغالاتهم، مستدلين في ذلك بعدم استقبالهم من طرف أي مسؤول محلي. المحتجون المنحدرون من مختلف أحياء بلدية الأخضرية، أقدموا صباح أمس على غلق فرع الجزائرية للمياه، تنديدا بغياب الماء الشروب عن حنفيات منازلهم طيلة يومي عيد الأضحى المبارك، دون إعلامهم مسبقا هذا من جهة، كما أرجع المعنيون خروجهم إلى الشارع، إلى تجاهل مختلف السلطات المحلية لهم على غرار رئيسي البلدية والدائرة، ومدير وحدة الجزائرية للمياه. من جانبهم نظم صباح أمس سكان دائرة العلمة بولاية سطيف، احتجاجات تنديدا بتذبذب تزويدهم بالمياه في عز فصل الصيف، وأقدموا على غلق الطريق أمام مقر الجزائرية للمياه التي إتهموا القائمين عليها بالتسيب وسوء التسيير. في السياق ذاته، أقدم عشرات المحتجين أمس على غلق الطريق الوطني رقم 18 في جزئه الرابط بين بلديتي بوسكن وبني سليمان شرقي المدية، تنديدا بالسموم المنبعثة من المفرغة العمومية المتواجدة بمنطقة الفرايحية على الحدود بين بلديتي بوسكن وبني سليمان، وما صاحبها من تلوث للهواء والبيئة الذي بات يشكل خطرا مباشرا على صحتهم وصحة عائلاتهم، مشيرين على سبيل المثال إلى رمي نفايات أضاحي عيد الأضحى الخاصة بسبع (07) بلديات واقعة بالجهة الشرقية للولاية على غرار بني سليمان بوسكن، سيدي الربيع، وغيرها في هذه المفرغة العمومية. جدير بالذكر أن المواطنين المحتجين الواقعة قراهم بمحيط المفرغة على غرار الشواقنية، اللوالوية والفرايحية، نظموا احتجاجات مماثلة منذ إنشاء المفرغة وتحويلها إلى شبه مركز ما بين البلديات لردم النفايات، دون أي ردة فعل تذكر إلى حد الساعة، وعليه إتهموا السلطات المحلية والولائية بتهميشهم وعدم المبالاة بالخطر البيئي الذي يهدد حياتهم، وفي هذا الصدد أبرز عدد من المحتجين أن رئيسي بلديتي بني سليمان وبوسكن، اللتين تتقاسمان حدوديا فضاء هذه المفرغة، قد سارعا إلى معاينة احتجاج هؤلاء القرويين المنحدر أغلبيتهم من بلدية بوسكن في محاولة لتخفيف غضبهم إلا أنهما لم يفلحا في ذلك ووجدا صعوبة في إقناع المحتجين الذين أمطروهما بمطالب تنموية أخرى على غرار التذبذب في التزود بمياه الشرب، شق المسالك الريفية نحو قراهم وتزويدها بالإنارة العمومية، هذا وتدخلت مصالح الدرك الوطني لفتح حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 18. الفساد والتلاعب بالمشاريع التنموية يخرج سكان عدة بلديات في باتنة إلى الشارع إنتفض صبيحة أمس مواطنو العديد من بلديات باتنة ضد الفساد وتلاعب مسؤولين محليين بالمشاريع التنموية، حيث خرج سكان بلدية أولاد سلام إلى الشارع في احتجاجات صاخبة، وقاموا ببناء جدار إسمنتي عند مدخل مقر البلدية بسبب تلاعب السلطات المحلية بمشروع ربط منازلهم بغاز المدينة وطالبوا بفتح تحقيق لكشف المتورطين والمتواطئين. من جهتهم سكان بلدية تالخمت، أقدموا على غلق الطريق الوطني الرابط بين بلديتي مروانة وراس العيون تنديدا بالتهميش وغياب التنمية، مطالبين السلطات المحلية بتوفير الماء والكهرباء والغاز وإصلاح شبكة الطرقات. هذا وعبر سكان طريق تازولت بعاصمة الولاية باتنة، عن سخطهم إزاء حالة الركود التي ميزت المجلس الشعبي الحالي، وإحتجوا صباح أمس من خلال غلق الطريق المزدوج الرابط بين تازولت ومدينة باتنة، ما تسبب في شل حركة المرور ما حتم على مستعملي هذا الطريق اللجوء إلى مسالك ترابية ثانوية. كما أقدم سكان قرية أولاد قبوج، ببلدية الرحلات، على احتجاز سيارة تابعة ل “سونلغاز” وكذا أعوان الشركة الذين كانوا على متنها، ورفضوا الإفراج عنهم إلاّ بعد منحهم ضمانات ملموسة تخص مطلبهم القائل بتزويد قريتهم بمحول كهربائي جديد وهو ما تحقق لهم بعد احتجازهم للمعنيين لأكثر من خمس (05) ساعات، حيث قامت المصالح المعنية بإحضار محول جديد وتثبيته لصالح سكان القرية. موجة الاحتجاجات هذه لم تتوقف عند هذا الحد إذ امتدت إلى القصبات، أين أغلق المواطنون مقر هذه البلدية وطالبوا بتحقيق الوعود السابقة التي قطعها المسؤولون المحليون، كما انفجرت احتجاجات أخرى في مناطق مختلفة عبر إقليم الولاية طالب من خلالها المواطنون بوضع حد للإنقطاعات المتكررة للكهرباء، وفتح تحقيقات حول حقيقة مشاريع الدعم العملاقة التي برمجت منذ 2012 بمئات الملايير لهذا الغرض بالذات ولم تنجز إلى حد الساعة.