يواجه المرضى المصابون بمرض السّيلياك أو حساسية الغلوتين، خاصة من الطلبة والمتمدرسين، مشكلة عدم تخصيص أكل لهم في الإقامات الجامعية والمطاعم المدرسية، وهو ما يتسبّب في تدهور حالتهم الصّحية، بإهمالهم للحمية الغذائية أو بقائهم بلا طعاما إلى حين عودتهم إلى المنزل. أكد رئيس الجمعية الجزائرية للمرضى المصابين بحساسية الغلوتين أو مرض السّيلياك، موسى يحياوي، ل " الشروق"، أن الطلبة وخاصة المقيمين في الإقامات الجامعية، وأيضا التلاميذ المتمدرسين، المصابين بمرض السيلياك، يعانون مشكلة عويصة، بسبب عدم تخصيص المطاعم أكلا مناسبا لمرضهم، ما يجعلهم يمضون يومهم دون طعام أو يضطرّون إلى تناول طعام عادي، يزيد حالتهم الصحية تدهورا. وحسب محدثنا، فقد دأبت جمعيتهم على مراسلة كل الجهات ذات الصلة بالموضوع، من وزارة الصحة إلى وزارة التضامن ووزارة التعليم العالي، ولكن يؤكد أنه ولا جهة تحركت إلى حد هذه اللحظة، لإيجاد حل لهذه الفئة. والمشكل، حسبه، أن كثيرا من الطلبة المصابين بالسيلياك، المتواجدين في الإقامات الجامعية، يضطرون إلى إعداد طعامهم بالغرف الجامعيّة، مع ما يشكله الأمر من خطورة، وإمكانية حدوث حرائق بالغرف الجامعية. وقال يحياوي بأنهم راسلوا وزارة التعليم العالي، لإحصاء عدد الطلبة المتواجدين في الإقامات الجامعية، المصابين بمرض السيلياك، لغرض تخصيص أكل لهم، ولكن "الوزارة لم تأخذ الموضوع بجدّية إلى اليوم"، على حد تعبيره. وأضاف: كما يعاني مرضى السيلياك خاصة الشباب، من مشكل عدم إعفائهم من تأدية الخدمة الوطنية، رغم مرضهم. حيث قال: "كثير من مرضى السيلياك يستدعون لأداء الخدمة الوطنية، رغم خطورة وضعيتهم، وعدم تخصيص أكل يناسب وضعيتهم الصحية ". والأمر، جعل محدثنا يشدّد على مرضى السيلياك باصطحاب جميع التحاليل التي تثبت وضعيتهم الصحية، عند استدعائهم للخدمة الوطنية. وحتى المطاعم العادية، تتجاهل كليا تخصيص طعام لهذه الفئة، "فإذا جاع أحدهم في الشارع، يضطر إلى الصوم إلى حين الدخول إلى المنزل". وأكد يحياوي وجود هذا النوع من المطاعم في فرنسا، وبها يسدد المريض نصف المبلغ. ويضيف المتحدث أنه حتى التلاميذ المتمدرسون في المؤسسات التعليمة المصابون بالسيلياك، يعانون من المشكل نفسه، لدرجة أن كثيرا منهم تدهورت وضعيتهم الصحية، لعدم انضباطهم ب "الريجيم"، خاصة وأن الطفل الصغير يقلد زملاءه في الأكل، في ظل عدم وجود رقيب معه. وأكد رئيس الجمعية أنه راسل أيضا نواب البرلمان، ليتحدثوا عن وضعية مرضى السيلياك، ولكن "لم يتطرق أحد إلى الموضوع "، كما دعا إلى إدراج مرضى حساسية الغلوتين ضمن الأمراض المزمنة في الجزائر.