عاد الهدوء ليخيم من جديد على حي 72 مسكنا التابع لمؤسسة "أوبيالاف" بدرڤانة في بلدية برج الكيفان، أمس، بعد يوم دام أسفر عن مواجهات ما بين مصالح الأمن وشباب الحي الرافضين قرار الطرد الصادر عن المؤسسة في حق العائلات التي استغلت شقق الحي منذ حوالي 20 سنة، ليطبق في حقها أول قرار بالطرد صبيحة الاثنين، شمل عائلة واحدة في انتظار أن تستمر العملية لاحقا لتمس 3 عائلات أخرى قبل أن تعمم على أكثر من 280 عائلة مستغلة لعمارات الحي. عقارب الساعة كانت تشير إلى حوالي الحادية عشر صباحا عندما زارت "الشروق" موقع المواجهات بين سكان حي 72 مسكنا بدرڤانة بالمكان المسمى طريق بطوش ببرج الكيفان، المكان يبدو وكأنه معزول نوعا ما بعدما تسللنا لأحياء وفيلات قبل أن نصل إلى الموقع المطل على أرضية فلاحية معزولة، أول ما لمحناه هي الحجارة المتناثرة في كل أركان الحي في حين لا زالت أثار النيران إلى غاية الساعة، في الوقت الذي وجدنا الطريق مغلقة بالأغصان، الحجارة وبعدما لجأ أبناء الحي إلى هذا الإجراء كردة فعل للتعبير عن رفضهم لقرار الطرد الصادر في حق عائلة، قبل أن يمتد إليهم على فترات متباعدة تجنبا لصدامات، وبالتالي محاولة منع دخول مصالح الأمن التي عززت من قواتها أمس الأول بعدما وجدت نفسها في مواجهات مع أبناء الحي المساندين للعائلة المطرودة. هذا وقد تراشق الطرفان بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن سقوط جرحى ما بين الطرفين، في حين نقلت بعض النسوة إلى المستشفى من شدة الهلع والفزع، وقالت العائلة التي طبق في حقها قرار الطرد والتي لا تزال منذ ليلة أمس الأول، متشردة بالشارع عند باب عمارة الحي رفقة أغراضها، إنها استغلت الشقة منذ سنة 1995 بعدما كانت مهملة وأجبروا على إتمام الأشغال بها ليتم تزويدها بالعدادات الكهربائية والماء لتجد نفسها اليوم بالشارع دون بديل. من جهته قال ممثل الحي طالب عبد الرحمان إن العائلات استغلت الشقق بعدما رفضها ضباط من العسكر كونها في مكان غير آمن، وتحوّلت بعدها إلى وكر للإرهاب والدعارة، لتستغل من طرف تلك العائلات التي بادرت بإتمام أشغالها المتوقفة، غير أنه وبعد مرور 20 سنة تفاجأوا بقرار الطرد المرفوع من قبل مؤسسة ترقية السكن العقاري، الأمر الذي دعا مستغلي الحي إلى الإحتجاج على القرار الذي وصفوه بالمجحف، مطالبين وفي الوقت ذاته من رئيس الجمهورية التدخل العاجل لفض الإشكال ومنحهم بديلا حتى لو تعلق الأمر بشاليهات تقيهم من التشرد.