يمارس أعضاء في اللجنة المركزية للأفلان، ضغوطا مستمرة على منسّق الحزب عبد الرحمان بلعياط، لاستدعاء الدورة الطارئة للجنة في أقرب الآجال، ويقودهم محمد عليوي، الأمين العام لاتحاد الفلاحين، ويمثل هؤلاء الجناح المؤيد لترشيح عمار سعيداني، الذي شرع في تقسيم العضوية في المكتب السياسي على مسانديه. وأفادت مصادر مؤكدة من داخل اللجنة المركزية للحزب العتيد، بأن بعض أعضاء هذه الهيئة الذين أعلنوا مساندتهم للرئيس السابق للبرلمان، من بينهم محمد عليوي ومدني حود وأحمد بناي والعياشي دعدوعة وكذلك أحمد بومهدي، اتصلوا بعبد القادر حجار، لإقناعه بتزكية سعداني كأمينا عاما جديدا للأفلان، وهناك من تنقل إليه شخصيا إلى تونس، غير أن رد حجار كان صريحا، وهو ضرورة أن يبرّئ سعيداني ذمته من قضايا الفساد التي تناولتها وسائل الإعلام، من بينها قضية أموال الدعم الفلاحي المقدرة ب3200 دج، وكذا أموال دعم منطقة السهوب، وقد كان الجواب نفسه الذي قاله الرجل القوي في الحزب العتيد لسعداني شخصيا في لقاء جمعهما. وأكدت نفس المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، بأن رئيس البرلمان السابق التقى مؤخرا بأعضاء اللجنة المركزية للحزب الذين يساندون ترشحه لمنصب الأمين العام، وتم الاتفاق فيما بينهم مسبقا على توزيع العضوية في المكتب السياسي للحزب، كما حاولوا الضغط على بلعياط للاسراع في استدعاء الدورة الطارئة للبرلمان، وبحسب ما تسرب من اللقاء، فإن منسق المكتب السياسي كان جد صارم، وقال بأن المكتب السياسي هو الذي يقرر، ورد عليه منسّق محافظات العاصمة أحمد بومهدي، قائلا له بأن المكتب السياسي ليس شرعيا، ويشارك في هذه الحملة أيضا الأمين العام السابق للحزب العتيد عبد العزيز بلخادم، الذي تحول بيته إلى مزار يقصده يوميا أعضاء اللجنة المركزية والمناضلون المؤيدون لعمار سعيداني، الذي قدم ضمانات بتجاوز عقلية تصفية الحسابات بعد اعتلائه كرسي الأمانة العامة والعمل على لم الشمل. وقلل عضو المكتب السياسي للأفلان عبد الحميد سي عفيف، من شأن الحملة الواسعة التي يقوم بها سعيداني، بدعوى أن الصندوق هو من يفصل في النهاية، قائلا: "حتى بلخادم كان يقول لديّ 220 صوت ونحن من جمعناها له"، مؤكدا بأن الصندوق يعطي الميزان الحقيقي لكل مرشح، وأنه من بين شروط الترشح النزاهة والكفاءة والإخلاص والوفاء وكذا قوة الاقناع، نافيا أن يكون أي عضو من المكتب السياسي قد تلقى تعليمات فوقية لتزكية مرشح معين، في تلميح إلى سعيداني، الذي راجت معلومات بشأن تزكيته من طرف رئيس الحزب، قائلا: "لقد أعطتنا حمس درسا في الديمقراطية، وعلينا جميعا الاحتكام للصندوق"، واستبعد سي عفيف أن يترشح عبد العزيز بلخادم، لمنصب الأمين العام مجددا دون أن يحصل على ضمانات، موضحا بأن القانون لا يمنعه من ذلك، وأرجأ من جانبه صالح قوجيل، المنسّق السابق للحركة التقويمية، الإعلان رسميا عن ترشحه إلى غاية استدعاء اللجنة المركزية.