في سابقة فريدة من نوعها في أوروبا، دافع رئيس الحكومة الهولندية "يان بيتر بالكانيندا" أول أمس، بقوة أمام أعضاء الحكومة والأحزاب عن بقاء المسلمين ببلاده، مشددا على رفضه التعرض لهم أو تهديدهم بالطرد وفقا لما يطالب به رئيس حزب "الحرية" اليميني جريت فيلدرز. وقال بلكانيندا في كلمته التي وصفت بأنها الأقوى في حماية الوجود الإسلامي في تاريخ هولندا: إن المسلمين يسعون للاندماج والتعايش السلمي داخل المجتمع، وإن لديهم الفرصة لذلك، ولا يجب مفاجأتهم بالقول لهم : "أنتم لا تنتمون إلينا وعليكم المغادرة, بل يجب تهيئة الفرصة لهم لمزيد من التعايش السلمي والاندماج." وأضاف: "إنني أرى المسلمين يخرجون من المساجد يلتقون مع المسيحيين الخارجين من الكنائس ومع اليهود دون مشكلات، وهو شيء رائع يحدث على الأراضي الهولندية، ولا يجب الاقتراب من المسلمين أو العمل على إبعادهم للخارج للتخلص من العقيدة الإسلامية، بل يجب العمل على احترام تلك العقيدة، وتكريس احترامها للعقائد الأخرى." وشدد على أن الخطر ليس في الإسلام أو وجود المسلمين بهولندا، بل إن الخطر والمغامرة الكبرى هي إبعاد المسلمين بمحاولة إخلاء البلاد منهم، وأضاف:" لا يمكن أن تقدم هولندا على مثل هذا التصرف بأي صورة من الصور أو تحت أي ظرف." وكان رئيس حزب "الحرية" اليميني المتشدد جريت فيلدرز قد حذر قبل يومين من أن الإسلام يشكل أكبر خطر على البلاد وطالب بطرد العاطلين منهم عن العمل، وإغلاق أبواب بلاده أمام قدوم المسلمين بصورة كلية، وهو ما أثار مجددا غضب وقلق المسلمين البالغين مليون شخص تقريبا في هولندا. بلقاسم حوام/الوكالات