أظهر استطلاع للرأي أن الناخبين الهولنديين صوتوا لصالح حزب الحرية اليميني الذي يتزعمه غيرت فيلدرز المعادي للإسلام والهجرة في انتخابات البرلمان الأوروبي بعد أربع سنوات من رفضهم مسودة الدستور الأوروبي. وطبقا للاستطلاع الذي أجرته وكالة الأنباء الهولندية ومحطة "أن.أو.أس" التلفزيونية الهولندية حلّ حزب الحرية ثانيا بعد حصوله على أربعة مقاعد من بين 25 مقعدا يجرى التنافس عليها في هذه الانتخابات التي بدأت أول أمس وستجرى على مدى أربعة أيام. ولكن النتائج الأولية للانتخابات أظهرت أن الحزب الديمقراطي المسيحي الذي يقوده رئيس الوزراء يان بيتر بالكيننده لا يزال الحزب الأكبر في هولندا بعد أن فاز بخمسة مقاعد، في حين كان يحتل سبعة مقاعد. وخسر حزب العمل الشريك في الائتلاف الحاكم أربعة مقاعد من مقاعده السبعة مكتفيا هذه المرة بثلاثة مقاعد، أما حزب "في.في.دي" الليبرالي وحزب ديمقراطيي 66 فقد حاز كلا منهما على ثلاثة مقاعد، بينما حاز كل من الحزب الاشتراكي واليسار الأخضر والاتحاد المسيحي مقعدين، ولم تفز بقية الأحزاب بأي مقعد في البرلمان الأوروبي. وبهذه النتيجة يكون الحزب الديمقراطي المسيحي قد فاز ب20% من الأصوات وحزب الحرية بنحو 17% من الأصوات، في حين حصل حزب العمل على 12.2% من الأصوات وحزب الاتحاد المسيحي الصغير -الشريك الآخر في الائتلاف الحاكم- على 6.9% من الأصوات. ورغم تراجع الحزبين الكبيرين في هولندا، فإن النتائج بينت أن حزب الحرية لا يحظى بالتأييد الكبير كما أظهرته استطلاعات الرأي التي أكدت أنه سيكون الحزب الأكبر في هولندا. وشهدت الانتخابات انخفاضا طفيفا في إقبال الناخبين مقارنة بانتخابات 2004، إذا شارك في التصويت 36.5% مقابل 39% عام 2004. وفور ظهور نتائج الاستطلاع قال فيلدرز إن نجاحه في هذه الانتخابات يعد تصويتا ضد الاتحاد الأوروبي وضد رئيس الوزراء وشريكه زعيم حزب العمل. وكان فيلدرز تعهد خلال حملته الانتخابية بوقف مساعي تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، وهي مسألة تسبب انشقاقات عميقة بين الدول الأعضاء في الاتحاد وعددها 27 دولة. كما تعهد بوقف الهجرة من البلدان الإسلامية إلى هولندا ومعارضة بناء المساجد في البلد. وخضع فيلدرز لإجراءات أمنية مشددة طوال ال24 ساعة الماضية وسط تزايد العداء لتصريحاته المناهضة للإسلام وتشبيهه القرآن الكريم بكتاب أدولف هتلر (كفاحي)، علما أنه أنتج من قبل فيلم "فتنة" الذي يقارن الإسلام بالفاشية.