أ.د/ أوصديق فوزي [email protected] كينيا دولة تقع شرق أفريقيا , قام الاحتلال البريطاني الالماني إنشاء دولة كينيا على أنقاض دولة ( ال بوسعيد ) الاسلامية فأخذت ألمانيا القسم الجنوبى أى تنجانيقيا (حاليا تنزانيا ) وأخذت بريطانيا كينيا والقسم الاكبر من الصومال , وقد استقلت سنة 1963 . واليوم 35 % من السكان بروتستانت , و20 % كاتوليك و 40 % مسلمون سنيون و 7 % هندوس و الباقي ديانات محلية . بمجرد وصولنا الى المطار , يستقبلك الجميع بالاارشادات الأمنية على صيغة أفعل ولاتفعل ...؟ وعليه وأنت ذهاب الى الفندق تصبح مغلف بهواجس أمنية أكثر من اللوزم .. أثناء تجولك فى العاصمة نيروبى تقف على مناظر بؤس وشقاء قل نظيرها في العالم ففي قلب العاصمة أحياء يعيش فيها البشر بجانب الحيونات , وتلاحظ فى نفس العاصمة تناقضات صارخة من جهة أبراج و أحياء فخمة فاخرة .ومن جهة أخرى بيوت قصديرية مختفية هنا وهناك. التعداد السكانى فى كينيا يقدر فى حدود 32 مليون نسمة و الكثافة السكانية فى حدود 4 ر53 نسمة في كل كم2 الا أنه في المقابل البطالة ونزوح الافراد والهجرة نتيجة الحروب فى الصومال , والأضطربات على الحدود الأوغندية نتج عن ذلك كله تجمعات سكانية حسب الجنسيات فى مدينة نيروبى مما أدى الى ارتفاع الجرائم , فالسكان الكينيون من الغالبية العظمى تابعون للعناصر الافريقية , وتتشكل من حوالى اربعيين قبيلة ابرزها الكيكويو والوو والكاما والكيس وميو والتركانا والناندى تم الماساى .. كانت زيارتنا لكينيا ذات أبعاد إنسانية : أي المشاركة في الملتقى الإفريقي الافريقى حول القواعد الارشادية لقانون الكوارث وهو قانون ناشئ جديد فى مرحلة المخاض والتكوين فالهلال الاحمر القطرى داعم له يحاول القانون تنظيم العملية الاغاثية من المراحل الاولى الى نهايتها بكل شفافية ووضوح وبما يضمن وصول المساعدات بكل سرعة للمتضررين فكانت فرصة لكى ألتقي مع مصطفى بن عبد القادر من الهلال الأحمر الجزائري وكذلك السيد بلكتروسي من الحمامة المدينة الذى قدم محاضرة شرف بها المهنة التى ينحدر منها والجزائر ولقيت استحسان واعجاب من الحاضرين .. أثناء تواجدى بنيروبى التقيت مع نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الدستورية الصومالى وذلك بحضور السفير الجزائرى السيد بن زرقة وقد تناقشنا عن المعضلة الصومالية وكذلك المشاكل التى تواجهها المنطقة من جراء عدم استقرار الصومال وكذا الأطماع الخارجية على إبقاء الصومال كبؤرة نزاع غير مستقرة واختتم النقاش بتكليفنى حول إمكانية تقديم بعض الملاحظات والمقترحات الدستور الصومالي المقترح اصداره فى سنة 2008، وقد تلاحظ فى نيروبى وجود جالية كبيرة من الصومالين و حى خاص بهم فحتى مقر الهلال الاحمر الصومالى موجود فى كينيا نظرا للظروف الامنية الصعبة فى موقديشو كما توجد جالية هندية متحكمة فى التجارة وأغلبهم من رجال الاعمال مما أدى إلى تكاثر المعابد الهندوسية وذلك ملاحظ للعيان أثناء تجولك فى أحياء المدينة والمناخ فى العاصمة ذات الطراز الاستوائى فدرجة الحرارة منخفضة مع ازدياد الامطار على عكس المناطق الساحلية والسهول فهذا التنوع فى المناخ أدى الى تنوع النبات الطبيعية يبن الصحراوى والغابات الاستوائية لذلك بمجرد ماتقول لأحد اننى أنوي لزيارة كينيا فيشير لك مباشرة على ضرورة القيام بصفارى (SAFARI ) وفعلا ستجد هذا المقترح منتشر فى الفنادق والاماكن العامة ... ومن غرائب العاصمة الكينية انها توجد فيها محميات طبيعية تحتوى على بعض الحيونات فالسياحة والزراعة عصب الاقتصاد الكينى ويعمل بالزراعة 78 % من القوة العاملة فنهضة كينيا الحديثة كذلك مرتبطة بالمحطات ومشاريع الكهرباء فلاننسى ان الدولة من حوض النيل فبحيرة فكتوريا منبع النيل موجود فى كينيا .. لذلك على الدول كالسودان وأريتريا و مصر الخ ان " يطبطو " علاقتهم مع الجارة كينيا بحكم " القاسم المشترك " وهو نهر النيل. وأثناء تواجدنا فى الندوة المقامة من طرف الاتحاد الدولى للهلال الاحمر والصليب الاحمر لاحظنا أن أغلب الجمعيات الافريقية تشتكي من صعوبة تسهيل مهام رجال الإغاثة وعرقلتهم سواء من الجمارك أو الدول أو بعدم اعفاءهم من بعض الاجراءات كما أنه احيانا للأسف الشديد ترسل بعض المساعدات ليس حبا فى انقاذ الافراد ولكن لكون تلك الادوية او المساعدات الغذائية هى على وشك انتهاء صلاحيتها وعلية ترسل حتى تحسب فى رصيد الدولة المساعدة...!! وفى المقابل قد تسبب الاضرار، فهذه الاشكالية وغيرها من المفارقات المنتدى الاقليمى لقواعد الارشادية للقانون الكوارث. وأخيراً النتيجة المتوصل لها أن البلاد لها ثروة بشرية هائلة وثروة طبيعية الاأنها غيرمستغلة احسن الاستغلال وهذه هى المعضلة المشتركة لجميع الدول الافريقية.