لازالت آفة تهريب الوقود على الحدود الغربية والشرقية، تصنع المآسي ولا تكتفي بالإضرار بالاقتصاد الوطني، بل صارت تمثل خطرا على حياة المواطنين، فبتلمسان تسبب أحد "الحلابة" في مقتل طفلتين بريئتين. وبسوق اهراس فجر مهربون مخزن وقود خلال مداهمة للشرطة. خلّف، الجمعة، حادث مرور مميت، مقتل طفلتين شقيقتين يتراوح عمرهما ما بين 4 و5 سنوات، فيما تعرّض والدهما لإصابات بليغة في أنحاء مختلفة من جسده، بعد ما دهسهم مهرب وقود "حلاّب" بسيارته ولاذ بالفرار. ونقلت جثتي الضحيتين إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بتلمسان، من قبل عناصر الحماية المدنية، فيما تم نقل والدهما إلى مصلحة الاستعجالات، أين يخضع حاليا للعلاج. الحادث المأساوي الذي فتحت بشأنه مصالح الأمن تحقيقا موسعا، وقع قبل بضعة دقائق من آذان الإفطار بمفترق الطرق الواقع بحي الكدية في المدخل الشمالي للولاية، وذلك أثناء إقدام الضحايا على قطع الطريق، قبل أن تمر سيارة من نوع "رونو 25" بسرعة جنونية، قامت بدهسهم جميعا ولاذ صاحبها فور ذلك بالفرار، حيث لا زال التحريات بشأن الجاني متواصلة. الحادث المأساوي الذي وقع قبيل الإفطار بدقائق معدودة والذي ذهبت ضحيته طفلتان في عمر الزهور، أثار حالة من الاستنكار والتذمر في أوساط كل من سمع به من مواطني تلمسان. وقد رجحت فرضية أن يكون صاحب المركبة من مهربي الوقود "حلاب" لتوفر العديد من المعطيات أهمها نوع السيارة التي تعد من صنف "المقاتلات" حسب ما كشف عنه شهود عيان لحظة وقوع هذه المأساة الإنسانية، كما أشارت إلى ذلك مصادر متطابقة للشروق، والمعطى الثاني يتمثل في كون الجاني لم يتوقف وإنما واصل السير هاربا. وبسوق أهرس نجا بأعجوبة، أول أمس أربعة من رجال الشرطة التابعين للأمن بدائرة المراهنة بولاية سوق أهراس من موت محقق، بعد انفجار قوي، وقع بأحد مخازن الوقود السرية بمنطقة الماجن ببلدية سيدي فرج الحدودية، وذلك بعد أن قام أبناء مهرب بإضرام النار في المخزن السرّي للوقود والمعد للتهريب وبداخله كمية معتبرة من المازوت، وذلك من أجل التصدي لرجال الشرطة ومنعهم من القيام بعملية الحجز. وحسب بيان خلية الاعلام والاتصال بمديرية الأمن، فإن رجال الشرطة تنقلوا إلى عين المكان بعد ورود معلومات تفيد بأن أحد الأشخاص، حوّل مسكنه العائلي إلى مخزن للوقود بغية تهريبها نحو تونس، أين تنقل عناصر الشرطة إلى عين المكان. وأثناء عملية التفتيش حاول أبناء المشتبه فيه عرقلة الشرطة عن طريق إضرام النار في كمية الوقود من أجل منع عملية الحجز مما تسبب في انفجار قوي كاد أن يتسبب في هلاك رجال الشرطة، كما أسفرت هذه العملية عن حجز كمية معتبرة من المازوت والتي قدرت ب1240 لتر، كان ينوي صاحبها تهريبها، وقد كشف المشتبه فيه أنه يمارس التهريب منذ 15 سنة ومعروف لدى الجهات القضائية.