تمكنت قوات الأمن المشتركة مساء أول أمس من القضاء على آخر بقايا المجموعة الإرهابية التي كانت متخندقة بأحد مخابئ جبل الميزاب الواقع بأعالي مدينة تبسة، وحسب مصادر الشروق اليومي الموثوقة فإن حصيلة مساء الجمعة أسفرت عن القضاء على أمير ولاية تبسة للجماعة السلفية للدعوة والقتال "ع.حسونة".. كما تم القضاء على مساعده الأول المكلف بالتموين المعروف باسم الخرخاش الذي كان قد تولى إمارة كتيبة الهدى سابقا رفقة (03) ثلاثة إرهابيين ليبيين كانو متواجدين معه في نفس الخندق والذي كان يعتقد أن به مجموعة كبيرة من الإرهابيين بسبب العيارات النارية التي كانت تصدر من المخبأ من طرف الأمير حسونة رفقة الليبيين باستعمالهم للأسلحة النارية التي كانت متوفرة لديهم والتي استرجعتها قوات الأمن المشتركة والتي قارب عددها 40 قطعة وبعض الذخائر والقنابل التقليدية الصنع والتي يكون الأمير حسونة الذي التحق بالجبل منتصف التسعينيات هو صانعها وهو الذي يتقن جيدا تلك الصناعة، خاصة وأنه كان استاذا لمادة الفيزياء وهو ما لا يستبعد أن كل القنابل التي زرعت بمختلف مناطق ولاية بتسة كانت من إنتاج الأستاذ الفيزيائي ع. حسونة الذي تولى إمارة المنطقة بعد القضاء على الأمير "ح.ح" والذي تم القضاء عليه من طرف مصالح الأمن أواخر التسعينات قرب فندق الكاهنة بطريق عنابةتبسة، هذا ولايستبعد أن يكون الليبيون الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 سنة والمقضى عليهم يكونوا قد التحقوا بجماعة تبسة رفقة الليبي الآخر الموقوف الآن لدى مصالح الأمن جاءوا من أجل تلقي دروس في كيفية صناعة الألغام بمختلف أنواعها وأحجامها والتأقلم على بيئة الجبل وكيفية التحرك والتعامل مع القوات الأمنية أثناء عمليات التمشيط، وبالموازاة مع ذلك وبالإضافة إلى عدد الإرهابيين الجزائريين الذي ألقي عليهم القبض مثل ما أشارت له جريدة الشروق اليومي في عدد أمس السبت فإن مصالح الأمن أوقفت بالتوازي مع عملية الجبل (05) أشخاص متهمون بالدعم اللوجيستيكي للمجموعة الإرهابية وقد يرتفع العدد، خاصة وأن عدد الموقوفين من الإرهابيين وجماعة الدعم أكثر من 11 فردا قد يكشفون عن الخلايا النائمة التي ظلت لسنوات السند الداعم للمجموعات الدموية وكشف هوية الأشخاص الذين كانوا وراء تجنيد بعض الشباب والذين مازال البعض منهم دون العشرين وهي الحقيقة التي انجلت في الإرهابيين الموقوفين أن أحدهم لا يتجاوز 19 سنة، ويكون حديث العهد بالصعود إلى الجبل وهو فعلا من المغرر بهم على غرار أقرانه بمناطق أخرى والذين لم يعايشوا أزمة التسعينات، وإنما هو فيروس لبعض الشباب لأسباب اجتماعية وظروف خاصة دفعت بهم إلى الالتحاق بالجبل دون أن يعرفوا سبب صعودهم والهدف من وراء ذلك، وأفادت مصادر أخرى بأن الليبي الموقوف من أصل جزائري هاجر إلى ليبيا منذ 10 سنوات وعاد للعمل المسلح، هذا وقد كشفت هذه العملية الارتباط العضوي بين التنظيمات الإرهابية والتي خرجت من الدائرة القطرية إلى العالمية (دولي)، إذ ليس من السهولة بمكان أن يصل إرهابيون ليبيون مثلا من مكان يبعد بحوالي 1000 كلم إلى موقع لإرهابيين جزائريين بولاية تبسة وبجبل يعجز أهل تبسة في الحالات العادية الوصول إليه بسهولة، ولعل هذا ما يستدعي تشديد الرقابة عبر الشريط الحدودي وحتى على مستوى المراكز الحدودية لمنع تسلل عناصر أخرى من دول أجنيبة لهدف من الأهداف وهو إجراء تعمل به الكثير من الدول حتى المجاورة للجزائر مع الجزائريين أنفسهم، حيث يبقى الكثير من الجزائريين الساعات الطوال بالمراكز الحدودية وبعض الأحيان يتعرضون حتى للمساءلة والسؤال عن أشياء خاصة. وفي حديث أجرته "الشروق اليومي" مع الكثير من المتتبعين للملف الأمني بولاية تبسة فإن العملية الأخيرة التي شهدها جبل الميزاب والزيتون تعتبر هي الأكبر والأنجح منذ بداية الأزمة على مستوى بلدية تبسة وهي عملية كفيلة بتكسير شوكة الإرهابيين من جهة، ودلالة على قدرة قوات الأمن المشتركة في الوصول إلى أصعب الأماكن التي تتواجد فيها بقايا المجموعات الإرهابية. ع. عاصم