تحرك أنصار المنتخب البوركينابي في الوقت بدل الضائع وتركوا الانطباع ليلة الجمعة إلى السبت وصباح السبت أن بلادهم ستحتضن مباراة فاصلة مؤهلة لكأس العالم 2014، حيث انتشروا في شوارع العاصمة واغادوغو على متن دراجاتهم النارية وحاملين الأعلام الوطنية تحضيرا لمواجهة منتخب بلادهم مع "الخضر". لم تكن ليلة الجمعة عادية في واغادوغو، حيث كسر أنصار "الخيول" هدوء مدينتهم لأول مرة منذ وصولنا، مستجيبين لنداء السلطات الحكومية ولاعبي ومدرب منتخب بلادهم، بعد أن كان عنوان "اللا حدث" يخيم على يوميات البوركينابيين، في وقت كان فيه زملاء كابوري يحضرون للقاء المنتخب الجزائري، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس الحكومة ووزير الشباب والرياضة، الذي أصدر بيانا يدعو فيه الأنصار إلى التجند لمناصرة منتخب بلادهم، وهو التذمر ذاته الذي أبان عنه المدرب البلجيكي بول بوت، الذي كشف صراحة عن عدم رضاه عن أنصار المنتخب البوركينابي ووصفهم ب"غير المهتمين" بمصير منتخبهم المقبل على حدث تاريخي غير مسبوق. . الرايات والأعلام على كل "دراجات واغادوغو" ومنذ الساعات الأولى، على اعتبار أن ليلة الجمعة إلى السبت هي بمثابة سهرة العطلة الأسبوعية هنا ببوركينا فاسو، انتشر أنصار المنتخب البوركينابي في شوارع العاصمة، على متن دراجاتهم النارية وحتى الهوائية، كاسرين الهدوء بالأبواق وأهازيج الفوز، التي تحولت كلما شاهدوا جزائريا إلى توعد بالفوز على زملاء بوڤرة بالفوز بثلاثية وفي بعض الأحيان برباعية، وكان البوركينابيون يهتفون بأسماء بانسي وبيترويبا، وأكدوا بأن اللاعبين المعنيين سيسجلان في مرمى المنتخب الجزائري. . محيط الملعب تحول إلى قاعة حفلات في الهواء الطلق كما تحول ملعب 4 أوت منذ الجمعة وإلى غاية الساعات الأخيرة من انطلاق لقاء السبت، إلى قاعة حفلات في الهواء الطلق، حيث انتشر الأنصار بقوة حوله وتم تنصيب منصة كبيرة لبث الأغاني الممجدة للمنتخب البوركينابي، تجمع حولها الأنصار بالمئات، كما شوهد العشرات من الباعة المختصين في تسويق أقمصة المنتخب البوركينابي والأعلام الوطنية والرايات، فضلا عن الفوفوزيلا ووسائل التشجيع الأخرى، أبرزها الصافرات وهي العادة الإفريقية الثابتة لدى أنصار المنتخبات الإفريقية. . حتى الصحفيون لبسوا أقمصة زملاء كابوري ولم يكن الاحتفال مقتصرا على الأنصار قبل المباراة، بل ظهر جليا حتى على الصحفيين البوركينابيين، الذين ارتدوا أقمصة منتخب بلادهم بطلب من الاتحاد المحلي لكرة القدم، الذي وزع أقمصة على كل الصحفيين البوركينابيين المعنيين بتغطية لقاء الجزائر ومنتخب "الخيول" في سابقة غير معهودة بمدرجات ملعب 4 أوت.