تاريخ الجزائر لم يبدأ مع الأمير عبد القادر أفاد عبد الرحمان حاج ناصر المحافظ الأسبق لبنك الجزائر أن استبدال صورة الأمير عبد القادر التي كانت مصكوكة على الأوراق النقدية السابقة، بصور لحيوانات مصكوكة في الأوراق النقدية المتداولة حاليا، انبنى على أساس بعد تاريخي، يؤكد على أن الدولة الجزائر ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. وأوضح حاج ناصر، الذي شغل منصب محافظ بنك الجزائر في الفترة الممتدة ما بين 1989 وجويلية 1992، في لقاء ب " الشروق اليومي "، أن تضمن الأوراق النقدية السابقة لصورة الأمير عبد القادر الجزائري، تعطي الانطباع بأن تاريخ هذا البلد، بدأ منذ غزو فرنسا للدولة الجزائرية في سنة 1830، ولذلك، يضيف المحافظ الأسبق، فكرت مؤسسة بنك الجزائر، في تغيير شكل ومواصفات الأوراق النقدية التي كانت متداولة إلى غاية 1989، التي كانت تضم صورة الأمير عبد القادر، واستبدالها بصور تؤكد عراقة الجزائر. وذكر حاج ناصر، أن فكرة استبدال صورة الأمير عبد القادر بصور حيوانات، مثل الفيل والغزال والفرس والحصان، والصقر والأسد والجاموس (الثور)، هي حيوانات كانت تعيش في الجزائر، منها من انقرض ومنها من ما زال يعيش بها على غرار الصقر والحصان، والغزال، كان بغرض التأكيد على أن تاريخ الجزائر ضارب بأعماقه في القرون والعصور الغابرة، مؤكدا على أن صك صور الحيوانات على الأوراق النقدية، ليست بدعة جزائرية، كما قال المتحدث، بل سبقتنا إليها العديد من الدول، ومنها فرنسا، وضرب مثالا في هذا السياق، بالعملة الأوربية " اليورو "، التي قال إنها لا تتضمن على صورة لأية شخصية. وأشار المحافظ الأسبق، أن فكرة استبدال تغيير شكل ومواصفات الأوراق النقدية السابقة، طرحها المسؤولون على القسم التقني في بنك الجزائر، ووقف إلى جانبهم مسؤولو المطبعة بالبنك المركزي، وهو المقترح الذي صادف مرحلة التحول التي دخلتها الجزائر في ذلك الوقت، والمتمثل في التخلي عن النهج الاشتراكي الأحادي، وتبني خيار الانفتاح السياسي، الذي كان قد فجر يومها صراع وخلاف حول هوية المجتمع الجزائري، وهو ما زاد من اتفاق القائمين على بنك الجزائر، على استبدال صورة الأمير عبد القادر بصور حيوانات، لتفادي الدخول في جدل حول الهوية، كانت البلاد في غنى عنه. وفي محاولة للتخفيف من حدة الانتقادات التي وجهت لبنك الجزائر بهذا الخصوص، نفى المتحدث أن يكون تغييب صورة الأمير عبد القادر عن الأوراق النقدية، محاولة للمساس بتاريخ وسمعة الرجل، الذي قال إنه يبقى واحد من الشخصيات الجزائرية الخالدة، مؤكدا على أن الفترة التي قضاها على رأس المؤسسة المالية الأولى في البلاد، شهدت صك نقود ذهبية، حملت صور لشخصيات جزائرية منها الأمير عبد القادر، الذي صكت صورته على وحدة واحد دينار ذهبي، والدولة الرستمية، التي كانت تتخذ من مدينة تيهرت (تيارت حاليا) عاصمة لها، التي صكت على وحدة 2 دينار ذهبي، فضلا عن صورة ماسينيسا، التي صكت على وحدة 5 دينار ذهبي. من جهة أخرى، أكد المسؤول الأسبق لبنك الجزائر، أنه رفض التوقيع على أوراق نقدية لا يتم تبادلها في الأسواق العالمية، مؤكدا في ذات السياق، على أن مدة صلاحية الأوراق الحالية، كانت مقررة أن تنتهي في سنة 1993، ليتم استبدالها بأوراق نقدية جديدة، تحمل مواصفات غير تلك التي تميز النقود الحالية، وهو التاريخ الذي كان مقررا تحويل العملة الوطنية إلى عملة دولية، يتم تبادلها في الأسواق النقدية العالمية، غير الأحداث التي عصفت بالجزائر في تلك السنة، حالت دون تحقيق هذا الهدف، الذي كان مسطرا منذ سنة 1989. وعلى الرغم من تأكيد المحافظ الأسبق لبنك الجزائر على أن عمر الأوراق النقدية المتداولة حاليا، انقضت مدة صلاحياتها، بالنظر لكونها كانت موجهة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الأربع سنوات، إلا أنها لازالت سيدة السوق النقدية الوطنية، بعد 14 سنة كاملة من تاريخ نهاية صلاحيتها، يضاف إلى ذلك توقيعات المحافظ السابق عبد الوهاب كيرمان، الذي حكمت عليه محكمة الجنيات بالبليدة الربيع الماضي، بالمؤبد في قضية الصندوق الرئيسي لبنك الخليفة، ، والذي يوجد في حالة فرار. وفي انتظار حصول ما جاء على لسان مراد مدلسي وزير المالية السابق، الذي وعد بتغيير الأوراق النقدية الحالية، يبقى الجزائريون يتجولون محمد مسلم