وجه المخترع الجزائري "محمد دومير" عقب فوزه مساء الجمعة بلقب برنامج "نجوم العلوم" في موسمه الخامس، شكره الكبير لكافة الشعب الجزائري الذي وقف إلى جانبه وصوت عليه بقوة في البرايم الأخير للبرنامج الذي تبثه قناة أم بي سي 4 . وأكد صاحب اختراع "أحذية تشخيصية للهجن"، في حوار خص به موقع "الشروق أونلاين" أن هذا الفوز المحقق في شهر نوفمبر المبارك، يهديه لكافة الجزائريين، متوقعا مشاركة قوية من الشباب الجزائري المبدع خلال الموسم القادم لبرنامج "نجوم العلوم". الفرحة تغمرك "محمد" بعد أشهر طويلة من البحث والتجارب أخيرا "دكتور دومير" نجح؟ الحمد لله ، الآن أنا في غاية السعادة بتحقيق هذا الفوز، لا تتصور مدى فرحتي بالمساندة الكبيرة للجمهور الجزائري وخاصة الشباب الذي صوت علي من مختلف ولايات الوطن والخارج، وأهدي هذا النجاح لبدي الجزائر التي ففيها ولدت وكبرت ودرست , لن أنسى فضلها علي ما حييت. هل كنت تتوقع أن يحظى "حذاء تشخيص الهجن" بكل هذا الدعم من لجنة التحكيم والجمهور معا في البرايم الأخير؟ "أحذية تشخيصية للهجن"، متخصص في اكتشاف حالات العرج والإصابات الحركية لدى الحيوان، وبالأخص لدى الإبل المستعملة في السباقات السريعة، وذلك عبر استخدام أجهزة استشعار متخصصة، وهذا الاختراع رحب به الكثير من المستثمرين ومربي الجمال المنتشرة بكثرة في دول الخليج، صراحة كان لدي تفاؤل كبير بالفوز خاصة بعد تفوقي الكبير على باقي المنافسين طيلة مراحل البرنامج ، الحمد لله تمكنت من احتلال الصدارة في مرحلة إثبات الفكرة ب 74 بالمائة عند انطلاق البرنامج ، ثم جاءت مرحلة الهندسة وفزت فيها بالمرتبة الأولى أيضا ب92 بمائة ، وحصلت كذلك على أفضل تصميم للاختراع وقدمت أحسن دراسة مالية للمشروع . حدثنا كيف جاءت فكرة هذا الاختراع الأول من نوعه في العالم ؟ أعود قليلا إلى الوراء وأتذكر بعدما أكملت دراستي الجامعية في الطب البيطري ، اشتغلت في مكتب حفظ الصحة ببلدية مقرنين مسقط رأسي التابعة لولاية تبسة ، وعملت أنذلك في إطار عقود ما قبل التشغيل، وقتها بقيت لفترة طويلة بدون راتب لأنه كان يتأخر عدة أشهر . كنت في الكثير من المرات أقترض المال حتى أواصل البحث في مجال الطيب البيطري ، وكان اهتمامي منصبا بصورة دقيقة على تحليل الإصابات الحركية لدى الجمال. وقتها أيضا كنت عضوا نشطا في منتدى متخصص في الطب البيطري عبر الانترنيت، أقدم عبره بعض النصائح و التحليلات لمربي الجمال بمنطقة الخليج، إلى أن طلب مني صاحب مزرعة متخصصة في تربية الجمال بقطر أن أعمل طبيبا بيطريا لديه .
وكيف تطورت أبحاثك وصارت في شكل جهاز "الدكتور دومير" ؟ بعد فترة طويلة من البحث المتعمق في الطيب البيطري ، ألفت كتابا حول الإصابات الحركية عند هجن السباق من 200 صفحة، ووجدت صعوبة مادية في طباعته ، إلى أن سخر الله لي أحد المهتمين بتربية الجمال في قطر ويدعى "سعد العتيبي" ، تبنى هذا الكتاب وبدون مقابل، ومن هنا كانت البداية مع مشروع الاختراع. متى تمكنت من تصميم هذا الجهاز ؟ كنت ذات مرة أتصفح بعض التطبيقات الموجودة على الهاتف النقال، حتى اكتشفت مقياس التسارع ، قلت في نفسي ربما هذا التطبيق يفيد تطبيقه على الحيوان ، توجهت بعدها مباشرة لربط الهاتف النقال في رجل الجمل، وفعلا بدأت أستقبل الإشارات و البيانات، عندها قررت دراسة علم "البيوميكانيك" أي حركة المفاصل والعضلات، و بعد ستة أشهر من البحث والتدقيق تمكنت من وضع الخوارزمية التي تربط علم البيوميكانيك التسارع، هنا في هذه اللحظة أحسست فعلا أنني قادر على اختراع جهاز متخصص في اكتشاف حالات العرج والإصابات الحركية لدى الحيوان، وبالأخص لدى الإبل المستعملة في السباقات السريعة . وكيف كانت البداية مع برنامج "نجوم العلوم" ؟ كنت أشهاد الطبعة الرابعة للبرنامج على شاشة "أم بي سي4 "وكانت الحلقة الأخيرة أي البرايم النهائي ، ساعتها تحمست بشدة للمشاركة في البرنامج، وأدركت أنني يمكن أن أصبح نجما من نجوم العلوم. ما هي مشاريعك المستقبلية بعدما أصبحت نجما في سماء العلوم؟ أفكر حاليا في تأسيس شركة متخصصة في إنتاج "أحذية تشخيصية للهجن" لاكتشاف حالات العرج والإصابات الحركية لدى الإبل، وقد تلقيت عشرات العروض من مستثمرين خليجيين ومستثمر جزائري مهتم بصناعة الأدوية ، سأفكر جيدا قبل أن أختار أفضل العروض الموجودة حاليا، الحلم تحقق وقريبا سأصنع أول منتج بيطري من اختراع جزائري والحمد لله، بعدما عجز العرب عن أي إضافة للطيب البيطري، فكل المنتجات والوسائل البيطرية مستوردة من دول أجنبية .
وماذا عن الاستثمار في الجزائر ؟ طبعا الجزائر بلدي وشعبي العزيز فضلهما علي لن أنساه طوال حياتي، سأحاول أن أرد ولو جزء قليل من هذا الخير من خلال مساعدة الشباب المبدع في تحقيق حلمه وتجسيد اختراعه ، تصوروا هناك عشرات الطلبات من قبل شباب جزائريين للمشاركة في الطبعة السادسة من برنامج "نجوم العلوم" العالم المقبل وأتوقع الكثير من المفاجآت ، وبالمناسبة أدعوا كل مخترع جزائري التسجيل في البرنامج لأن القائمين عليه يوفروا جميع الإمكانيات المادية والمعنوية لتجسيد الفكرة والحلم على أرض الواقع، المهم أن تكون فكرة المشروع مقبولة علميا . هناك حلة أخر أريد أن أحققه أيضا وهو إنشاء أكاديمية في الجزائر ترعى كافة المواهب والمبدعين الشباب ، عندها أستطيع أن أقول أنني رديت خير بلادي.