فجّرت صافرة حكم الساحة السنيغالي بادرا دياتا، ليلة الثلاثاء، حناجر الشعب الجزائري الذي انخرط في فرحة "هيستيرية"، لمّا أعلن نهاية مباراة "الخضر" وبوركينافاسو بفوز ممثلينا (1-0) وتأهّلهم إلى مونديال البرازيل 2014. وأجريت هذه المباراة بملعب "مصطفى شاكر" بالبليدة، ضمن إطار إياب الدور الأخير من تصفيات كأس العالم المقبلة. بعد أن انتهى لقاء الذهاب بواغادوغو لمصلحة "الخيول" بنتيجة (2-3)، حيث تأهّلت الجزائر استنادا إلى مقياس الهدف المسجّل بعيدا عن الديار. وجاء الفرج في الدقيقة ال 49 عن طريق المدافع المخضرم والقائد مجيد بوقرة، لما سجّل الهدف الوحيد والثمين ل "محاربي الصحراء". وظهر أشبال الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش بمستوى فني باهت ومردود عقيم خلال الشوط الأول، أمام منافس اكتفى بتحصين جبهته الخلفية والإعتماد عل المرتدات ولم يشكّل خطورة تذكر على الحارس محمد الأمين زماموش الذي زجّ به أساسيا في مكان زميله وهاب رايس مبولحي. وقد تكون العروض المقدّمة أسوأ 45 دقيقة أولى يقدّمها ممثلونا منذ انتداب الفاف للتقني البوسني في جويلية من عام 2011. واستهلّ "الخضر" الشوط الثاني بعزيمة فولاذية ورغبة جامحة في هز الشباك، وهو ما تأتى لهم حيث افتتحوا الباب التسجيل بعد مرور 4 دقائق فقط عن طريق المدافع مجيد بوقرة. ومرّت اللحظات بعد ذلك أشبه ب "سوسبانس" رهيب عاشه أنصار المنتخب الوطني، حيث طغى الإندفاع البدني وتمركزت الكرة وسط الميدان إلى غاية نهاية المباراة. وأنجز الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش المهمة التي أتى من أجلها، المرادفة لقيادة "الخضر" إلى مونديال 2014، وهو ثاني عمل كبير مماثل يحققه بعد ذلك المسجّل أمام كوت ديفور عام 2009، ولو أنه لم يشارك في النهائيات التي خاضها كمهاجم مع منتخب يوغسلافيا سابقا في مونديال إيطاليا 1990 وبلغ الدور ربع النهائي ليخرج على يد الأرجنتين - "المنشّط التعيس" للنهائي - بواقع ركلات الترجيح. وبات "محاربو الصحراء" وقد افتكو تأشيرة التأهّل إلى مونديال البرازيل المبرمج صيف 2014، ضمن 4 مشاركة لهم في مثل هذا النوع من الإستحقاقات الكروية العالمية والثانية على التوالي، وقد يحملون لواء العرب مجدّدا - مثلما كان الشأن في طبعة جنوب إفريقيا 2010 - في انتظار ما سيفعله الممثل الثاني للعرب المنتخب الأردني أمام مضيفه الأوروغواياني هذا الأربعاء، بعد أن خسر داخل الديار ذهابا بخماسية نظيفة.