أبدى عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الوزير الأسبق بوجمعة هيشور، تحفظه على الطريقة التي باشر بها عمار سعداني مهمته كأمين عام جديد لحزب جبهة التحرير الوطني، وقال بأن سعداني تسرع في إعلان ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، مؤكدا في حوار ل"الشروق أون لاين" أن الأزمة المستشرية في جهاز "الأفلان" ستستمر حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية وسيظل الاستقطاب داخل "الجبهة" باقيا ببقاء تجاذبات الساحة السياسية. اعتبر الوزير الأسبق وعضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بوجمعة هيشور، دعوة الأمين العام الجديد للحزب عمار سعداني لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة باسم الحزب، قرارا متسرعا واستباقا للأحداث، وقال أن سعداني لم يأت بجديد بخصوص ترشيح الرئيس بوتفليقة، فقد سبقه لذلك الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم. وأوضح هيشور أن الفصل في مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية من صلاحيات اللجنة المركزية، التي يتوجب اجتماعها في دورة خاصة لهذا الغرض، إلا أن سعداني تسرع في صياغة البيان السياسي لاجتماع اللجنة المركزية الأخير، ودعا إلى ترشيح بوتفليقة لعهدة رابعة. ولم يستبعد عضو اللجنة المركزية ل"الأفلان" عودة الوزير الأول السابق أحمد أويحيى إلى واجهة الساحة السياسية، وقال بأن "أويحيى من رجالات السياسة المشبعين بثقافة الدولة، وأي رجل سياسة لا ينتهي". وعاد هيشور للحديث عن فترة توليه منصب وزير الاتصال في أول حكومة للعهدة الرئاسية الثانية لبوتفليقة سنة 2004، معتبرا القطاع من أكثر قطاعات الدولة حساسية وتعقيدا، فكل كلمة -يقول- "تنطق بها تحسب إما لك أو عليك". واعترف أنه لم يكن يحوز على الصلاحيات الكافية للنظر في مشاكل القطاع، وقال "عندما كنت في المنصب، كنت بصلاحيات جد محدودة، فلم تكن لدي أية وصاية على مؤسسة النشر والإشهار، ولا على مؤسسة التلفزيون، ولا على وكالة الأنباء، ولا على جرائد القطاع العام التابعة لمجلس مساهمات الدولة، ولا على جرائد القطاع الخاص، فقد كنا فقط نقوم باقتراح مشاريع قوانين وتدبير بعض الشؤون في حدود ضيقة جدا، فهناك مسائل في القطاع لا يقترب منها كل من يعرف قدره، والإشهار هو معضلة الإعلام الكبرى في الجزائر".