تمسّك عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني، بوجمعة هيشور، بموقفه المتعلق ب "عدم شرعية" اجتماع اللجنة المركزية بفندق "الأوراسي" نهاية الشهر الماضي، نافيا أن يكون هذا التقدير على علاقة برفضه لشخص عمار سعداني على رأس "الأفلان"، معلنا استعداده لدعم بلخادم في الرئاسيات إذا كان مرشح "الأفلان"، كما أكد أن موقفه الداعم لرئيس الجمهورية "مبدئي ولم يتغيّر". اعتبر القيادي في جبهة التحرير الوطني، بوجمعة هيشور، ما يحصل حاليا في الحزب بأنه "تفاعل سياسي يسبق الانتخابات الرئاسية"، محمّلا الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، مسؤولية "جرّ الأفلان إلى ما هو عليه الآن"، وأبدى هيشور تحفظه من الدورة الأخيرة للجنة المركزية المنعقدة ب "الأوراسي"، ومن وجهة نظره "هي دورة غير قانونية وغير شرعية"، لكنه في المقابل رفض الطعن في شخص عمار سعداني أو وصفه بأنه "أمين عام غير شرعي". وقدّم الوزير الأسبق تحليلا قانونيا شاملا حول قانونية اجتماع "الأوراسي"، حيث يرى أنه ليس من حق أحمد بومهدي استدعاء الدورة لأنه لا يملك أية صفة، وهو ما أسقطه على عبد الرحمان بلعياط الذي اتهمه ب "انتحال الصفة"، وجدّد قناعته بأنه في غياب الأمين العام "لا وجود لمكتب سياسي" وأن هناك جهتان لهما الحق في استدعاء اجتماع أعلى هيئة بين مؤتمرين وهما "الهيئة الرئاسية" ممثلة في رئيس الحزب أو ثلثي أعضاء اللجنة المركزية، وأضاف بأنه "حتى النصاب القانوني لم يتوفر في الدورة الأخيرة وهو 227 توقيع في حين بومهدي تحدّث عن جمع 187 توقيع فقط". إلى ذلك أورد بوجمعة هيشور الذي نزل ضيفا على القناة التلفزيونية الخاصة "دزاير" أن 89 عضو لجنة مركزية لم توجه لهم الدعوات بمن فيهم هو شخصيا، نافيا علمه بالأسباب، وهذا من بين العوامل التي قال إنها دفعته إلى مقاطعة الاجتماع بالإضافة إلى القرار الأوّل الصادر عن مجلس الدولة ب "إلغاء اجتماع الأوراسي" على حدّ قوله، ليتابع: "أنا كنت من البداية مع خيار تحقيق المصالحة بين أبناء الحزب ولم يكن لديّ أي موقف من أيّ شخص لأن موقفي مبدئي وقانوني". وفي ردّه على سؤال متعلق بموقفه من تزكية عمار سعداني أمينا عاما جديدا رغم تشكيك بعض القياديين في الحزب بأنه متورط في قضايا فساد، أوضح هيشور: "ليس هناك عدالة هناك شائعات ضدّه وأنا لا أبني مواقفي على أوهام.. المهم أن سعداني هو ابن الحزب وكان زميلا في النضال.. ما أعيبه فقط هو الشق القانوني". وأفاد المتحدث في هذا السياق أن "الدورة المنعقدة قبل أيام باطلة والغريب أنه في ظرف ساعة انتهت الأشغال. أيعقل هذا؟". وجزم في هذا الشأن بأنه لن يغير موقفه "لأنني رجل قناعات فحتى بلخادم لم أعترض عليه كشخص لأنني لست طالب مسؤوليات ولم أطلبها أصلا"، وبعدها غرق هيشور في بعض التناقضات خاصة عندما أردف بخصوص موقفه في حال عيّنه عمار سعداني في المكتب السياسي "لم تعرض عليّ المسؤولية سأقبلها إذا كان ذلك يساهم في جمع الشمل". وضمن هذا الاتجاه دافع عضو اللجنة المركزية عن قرار الأمين العام الجدد للحزب تأجيل الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي بقوله: "الظروف التي انعقد فيها اجتماع الأوراسي لم يكن ممكنا تحديد التشكيلة.. هذا يدلّ على أن سعداني على دراية بما يفعل وهو بذلك اتخذ القرار الصائب". وقد رفض بوجمعة هيشور التعليق على القراءات التي تقول إن اختيار عمار سعداني لقيادة "الأفلان" ما هو إلا تمهيد للطريق للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم ليكون مرشح الحزب في الرئاسيات، مكتفيا بالتأكيد على أنه "لا أزال وفيا للرئيس بوتفليقة رغم مرور خمس سنوات على ابتعادي عن الحكومة". وقدّر بوجمعة هيشور أنه "لو قرّر الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة رابعة فلا أحد داخل الأفلان سيعترض على ذلك"، لكن في حال حصول العكس توقع هيشور "أن يكون هناك أكثر من مرشح لأن هناك طموحات كثيرة"، كما لم يتوان في الإقرار بأنه سيدعم عبد العزيز بلخادم "إذا تمّ اختياره ليكون مرشح الأفلان للسباق الرئاسي"، كما ذكر أنه من حق الأمين العام الأسبق للحزب، علي بن فليس، الترشح "بن فليس لم ينته وهو خسر معركة هذا هو الرجل السياسي لأن معركة الرئاسيات ليست سهلة".