أدانت محكمة الجنايات بالعاصمة في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الإرهابي طالب بن عيسى المكنى عبد العظيم المشرف على جريدة نشرة الأنصار الخاصة بالجماعة الإسلامية المسلحة والتي تصدر ببريطانيا وتوزع على الجالية العربية هناك و كانت تروج لبيانات الجماعة الموقعة من قبل حسان حطاب وجمال زيتوني ب3 سنوات سجن نافذة. ويأتي هذا الحكم بعدما التمس ممثل الحق العام عقوبة تصل 20 سنة سجنا نافذا في حقه . هذا الأخير تم تسليمه من طرف بريطانيا في إطار قانون الترحيل جانفي 2007إلى السلطات الجزائرية بعدما اتصل بالقنصل الجزائري في لندن ليرتب له الإجراءات اللازمة لدخول الجزائر بغرض الاستفادة من قانون المصالحة الوطنية بعدما قضى 5 سنوات بالسجن في بريطانيا معتقلا في إطار قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2001 والذي يمنح بريطانيا حق اعتقال كل الأجانب المشتبه في علاقتهم بالجماعات والأنشطة الإرهابية. المتهم طالب بن عيسى وخلال استجوابه من طرف قاضي الجنايات أمس أنكر كل التصريحات التي أدلى بها أثناء التحقيق نافيا علاقته بالجماعات المسلحة ونشاطاتها ليحاول لعب أوراق المصالحة وإقناع هيئة المحكمة بأنه إرهابي تائب لم يقم بأي نشاطات قد تحرمه من الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة خاصة انه هو الذي طلب العودة إلى الجزائر وهو نفس الاتجاه الذي سار عليه دفاعه مطالبا ببراءته ومستغربا كيف استثني من المصالحة بالرغم من انه قام بكل الإجراءات اللازمة في سبيل ذلك . وبالرجوع إلى حيثيات القضية فان طالب بن عيسى المكنى عبد العظيم البالغ 35 سنة من مدينة سيدي بلعباس يضطلع تورطه في الانتماء لجماعة إرهابية دولية تعمل خارج الوطن بالإضافة إلى عمله على دعم الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر عن طريق جمع التبرعات وإرسالها من لندن إلى الجزائر عن طريق أفراد الجماعة الإسلامية الناشطين بنيجيريا ومن بينهم يهودي ذو جنسية بريطانية . وجاء في فحوى تصريحاته عند التحقيق معه انه سافر سنة 1991 للجهاد بأفغانستان ضد المحتل الروسي بعدما تأثر بالحملات الدعائية لدعم الشعب الأفغاني بالجزائر رفقة مجموعة من الجزائريين وأبناء حيه،وعندما وصل إلى الأراضي الأفغانية خضع لتدريبات عسكرية مكثفة حول استعمال الأسلحة الحربية والقنابل اليدوية بالإضافة إلى دروس في الفنون القتالية وصناعة المتفجرات تلقاها بمعسكر يدعى خلدن كان يرأسه جزائري يدعى أبو بنان . وبعد انقضاء مدة التدريب انتقل نحواحدى جبهات المعارك تدعى قرديز. وبقي يتنقل من معسكر لآخر بأنحاء أفغانستان ثم عاد إلى المعسكر الأول للانضمام إلى جماعة من العراقيين تحت إمرة المدعو أبو همام.ثم رجع بعد فترة للإقامة ببيت المهاجرين ببيشاور ليغادره إلى دولة بريطانيا بسب مضايقات الحكومة الأفغانية للمجاهدين العرب مستخدما جواز سفر فرنسي مزور ،وعند وصوله إلى لندن طلب حق اللجوء السياسي وبعد تسوية وضعيته تفرغ لدعم الجماعات الإرهابية من خلال النشاط لفائدة جريدة نشرة الأنصار التي كانت تعتبر منبر الإشادة بالأعمال الإجرامية التي كانت تقترفها الجماعات الإرهابية بالجزائر. ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى لطالب بن عيسى في دعم الجماعات المسلحة سواء ماديا عن طريق جمع التبرعات من الجالية العربية بلندن أو معنويا بإعداده للمقالات الخاصة ببيانات الصادرة عن الجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر والحاملة لإمضاء الإرهابي جمال زيتوني والصادرة عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال والحاملة لإمضاء حسان حطاب . حيث كان يعيد كتابتها على الكمبيوتر ثم يستخرج منها عدة نسخ توزع فيما بعد على المصلين ببريطانيا. وعند اعتقال رئيس تحرير الجريدة رشيد رمدة من طرف السلطات البريطانية سنة 1995 تولى بن طالب عيسى رئاسة نشرة الأنصار وربط علاقات مع عناصر شبكة ستوكهولم بالسويد اغلبهم من جنسية جزائرية ومغربية كانوا يعملون على توزيع الجريدة وجمع التبرعات للجماعة الإرهابية بالجزائر إلا أن جماعة السويد توقفت عن تزويده بالأموال بسبب المجازر التي ارتكبتها الجماعة بالجزائرسنة1996 . وهكذا توقف بن طالب عن نشاطاته بسب الأوضاع الساخنة بالجزائر إلى غاية توقيفه سنة 2002 من قبل السلطات البريطانية.. الهام بوثلجي