عادت قضية الفساد الدولي والرشاوى بين الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك والإيطالية سايبام فرع مجمع إيني، إلى الواجهة مجددا، بعد تسريبات وشهادات جديدة لمدير البناء والهندسة الأسبق في شركة سايبام المدعو بييترو فاروني خلال فترة حبسه، حيث تضمنت ولأول مرة القيمة المالية التي حصل عليها وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل لقاء حصول الإيطاليين على مشروع غازي بحاسي مسعود. وأفادت صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية ذات التوجه اليساري أمس، أن بييترو فاروني، وخلال فترة حبسه التي دامت 4 أشهر، تم عرضه 3 مرات أمام محققي الإدعاء بمحكمة ميلانو، حيث أكد فاروني الذي استفاد من الإفراج وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية قبل يومين، بأنه وبغض النظر عن كل ما قيل وسيقال إلا أن لديه اليقين من أمرين مؤكدين، وهما أن المسؤول الأول في مجمع إيني باولو سكاروني التقى مرتين بالوسيط فريد بجاوي إحداهما في ميلانو والثانية في العاصمة الفرنسية باريس، وأضاف بييترو فاروني خلال عملية الاستجواب بأن اللقاءات من أجل الحصول على صفقة مشروع الحقل الغازي منزل لجمت شرق بحاسي مسعود "MLE"، تمت بين شكيب خليل شخصيا والوسيط بجاوي من جهة، وباولو سكاروني المدير التنفيذي للمجمع إيني المعروف بتسمية "الكلب ذو ستة أطراف". وذهب المتحدث إلى حد التأكيد على أن شكيب خليل وبعض من أقاربه وحاشيته، استفادوا من العمولة التي دفعتها "إيني" لقاء الحصول على المشروع منزل لجمت شرق الغازي والمقدرة ب 41 مليون أورو، وهو ما يعادل بالعملة الوطنية قرابة 500 مليار سنتيم، وقدم فاروني الذي يعتبر كلمة السر في فضيحة الرشاوى المدوية، شهادة لافتة تخص المدير التنفيذي لمجمع "إيني" باولو سكاروني، الذي حضر شخصيا اجتماعات باريس وميلانو مع خليل وبجاوي للحصول على الصفقات، وخصوصا صفقة حقل الغاز منزل لجمت شرق بحاسي مسعود الذي استفاد شكيب خليل مباشرة من العمولة التي دفعت لقاء هذا المشروع، ولكن رغم ذلك استقبل هذا المسؤول مؤخرا خلال زيارته للجزائر، من طرف رسميين جزائريين بينهم وزير الطاقة يوسف يوسفي والرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المجيد زرقين، وأدى ذلك اللقاء إلى ارتفاع مفاجئ وغير متوقع في أسهم "إيني" و"سايبام" في بورصة ميلانو "ميبتال".