أمام التفاؤل الكبير الذي استقبل به الجزائريون نتائج قرعة كأس العالم 2014 بالبرازيل، بوقوع المنتخب الوطني ضمن المجموعة الثامنة إلى جانب منتخبات بلجيكا، روسيا وكوريا الجنوبية، و التي اعتبرها الكثير من المحللين سهلة، يؤكد التاريخ بأن المنتخب الوطني يجد دائما صعوبات كبيرة في المواجهات التي جمعته بالمنتخبات الأوربية، سواء تعلق الأمر بالمباريات الرسمية أو الودية. ومنذ الفوز التاريخي الذي حققه رفقاء النجم السابق لخضر بلومي، على منتخب ألمانيا العملاق في مونديال 82 بإسبانيا بنتيجة (2 / 1)، لم يتمكن المنتخب الوطني بعد ذلك على مدار 32 سنة كاملة، سواء في مونديال مكسيكو 86 أو مونديال جنوب إفريقيا 2010، من تجاوز عقبة المنتخبات الأوربية، بداية من المباراة الثانية لمونديال إسبانيا 82 أمام منتخب النمسا، الذي هزم الخضر ( 2 / 0)، وهو ما لم يكن يحلم به بعد فوز الجزائر على ألمانيا في المباراة الأولى. ولم تتحسن حصيلة المنتخب الوطني خلال مشاركته الثانية في كأس العالم 86 بمكسيكو، حيث أخفق في تجاوز عقبة المنتخبين الأوروبيين اللذين لعب معهما حيث تعادل 1/1 مع إيرلندا، قبل أن يسقط بثلاثية أمام إسبانيا، وهذا بعد أدائه مباراة ثانية كبيرة أمام البرازيل رغم الخسارة (1 / 0) في نفس السياق، تواصلت عقدة المنتخب الوطني أمام المنتخبات الأوروبية في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وخرج منه كسابقيه، من الدور الأول بعدما عجز عن مجاراة منتخب متواضع اسمه سلوفينيا الذي فاز على الجزائر (1 / 0)، في وقت حقق الخضر تعادلا بطعم الفوز في المباراة الثانية أمام أنجلترا (0 / 0) وهذا بعد أداء بطولي لرفقاء كريم زياني، حفظ ماء وجه الكرة الجزائرية، وهي المباراة التي مازال المدرب الإيطالي لمنتخب إنجلترا سابقا فابيو كابيلو، يتذكرها لحد الآن. من جهة أخرى، لم يختلف الأمر أيضا عندما تعلق الأمر بالمباريات الودية التي لعبها المنتخب الوطني أمام المنتخبات الأوروبية، والتي انتهت جلها تقريبا لصالح الأوروبيين، باستثناء بعض المواجهات على غرار المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني أمام منتخب رومانيا سنة 2001 والتي انتهت بفوزه بنتيجة 3 / 2 . ومن بين المواجهات التي خسرها المنتخب الوطني تلك التي جمعته أمام بلجيكا منافسه القادم في مونديال البرازيل 2014، والذي سبق له مواجهة الخضر في مناسبتين الأولى التي جرت بتاريخ 14 ماي 2002 ببروكسل انتهت بالتعادل السلبي (0 / 0)، في وقت انتهت المباراة الودية الثانية التي جرت بتاريخ 12 فيفري 2003، بملعب 19 جوان بعنابة بفوز بلجيكا بنتيجة (1 / 3). وضمن استعداداته لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، انهزم المنتخب الوطني أمام منتخب صربيا في مارس 2010 بنتيجة (3 / 0)، وفي نفس السنة أمام منتخب إيرلندا(3 / 0)، في وقت تبقى المواجهة الودية التاريخية أمام فرنسا بباريس، التي فاز بها الديوك بنتيجة 4 / 1 مثالا جيدا على هشاشة المنتخب الوطني أمام المنتخبات الأوروبية، التي لا زالت لحد الآن تسيطر على المواجهات التي تجمعها بالمنتخب الوطني، آخرها الفوز الذي حققه منتخب البوسنة والهرسك على الجزائر في نوفمبر 2012 بنتيجة (1 / 0).