يرى المحامي الأمريكي اليهودي استانلي كوهين أن "إسرائيل" تقوم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في تعاملها مع الفلسطينيين، وأكد في هذا الحوار الذي خص به الشروق اليومي على هامش ملتقى القدس الدولي أن الفلسطينيين ليسوا لوحدهم في صمودهم ضد ما اسماها الجرائم الإسرائيلية، مشددا على أن أغلب يهود العالم لا يؤيدون "إسرائيل" . بداية، كيف تنظرون إلى الدولة الإسرائيلية؟ لا يمكن اعتبار الدولة الإسرائيلية دولة قائمة على أسس شرعية كما هو متعارف عليه عالميا، فكل دولة ينبغي أن يكون لها دستور وحدود، وهذا غير متوفر في إسرائيل التي فقدت مصداقيتها مع دول العالم الأخرى. الشروق : ما هي رؤيتكم إلى الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ؟ إسرائيل بلا شك وكما يلحظ الجميع، تناقض القوانين والأعراف الدولية، وتقوم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتقوم بأعمال مناهضة للإنسانية والعدالة من خلال قتل الأبرياء واستهداف عدد من الشخصيات والقيادات الفلسطينية المطلوبة لديها، وكذا بعمليات الترحيل للمدنيين وتعذيب المعتقلين وهدم المنازل وتجريف الحقول والمنازل، وكل هذه الممارسات تعتبر جرائم الحرب وضد الإنسانية. الشروق : أليس كل يهود العالم يدعمون الدولة الإسرائيلية؟ في اعتقادي، وكما أعلم فإن الغالبية العظمى من يهود العالم لا يؤيدون الدولة الإسرائيلية، وأعتقد أن أعدادا متزايدة من يهود العالم لا يؤيدون إسرائيل بشكل أعمى، بل إن أعدادا متزايدة منهم يتفهمون أن إسرائيل ترتكب جرائم في كل مكان، وما نشاهده حاليا هو أن يهود العالم بدءوا حملات عبر وسائل الإعلام، للتمييز بين اليهودية من جهة والصهيونية من جهة أخرى.. الشروق : مار أيكم في الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل للأماكن المقدسة وكذلك الحفريات التي تقوم بها؟ الأماكن المقدسة هي أماكن تعود بالقداسة لدى البشر سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم يهود، لذلك ينبغي احترام هذه الأماكن وعدم المساس بها، وليس من المقبول ما نشاهده من انتهاكات وحفريات بين الحين والآخر، وما من شك أنه ليس من حق الإسرائيليين في الشروع في هذه الحفريات، بل يتعين عليها احترام قدسية تلك الأماكن سواء كانت إسلامية أو مسيحية. الشروق : ماذا سيحقق مؤتمر أنابوليس على الأرض؟ أنا لا أتوقع لهذا المؤتمر أن يخرج بقرارات صارمة، بل سيكون مؤتمرا استعراضيا فقط، كما سبق لي وأن صرحت قبل مدة، فإن مؤتمر أنابوليس ستستغله إسرائيل للتمادي في جرائمها ضد الإنسانية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ما قاله بوش لأولمرت بان يكون أكثر صرامة مع الفلسطينيين، طبعا بوش هذا، هو كان قد اغتصب نتيجة الانتخابات لصالحه، فهو لم يصل للبيت الأبيض بالنزاهة، ولذلك في اعتقادي فإن مؤتمر أنابوليس لن يعدو أن يكون مجرد أناس يجلسون مع بعضهم البعض ويتحدثون، دون الخروج بقرارات صارمة تخدم القضية الفلسطينية. الشروق : أنت هنا في اسطنبول، ما الذي تنتظره من هذا الملتقى؟ هذا الملتقى يبعث على الفخر، فكل الحشود والوفود المشاركة تجتمع لمؤازرة القدس ومناصرة القضية الفلسطينية، وهؤلاء ما أتوا إلا لأنهم شعروا بالقلق تجاه القدس، وأنا شخصيا قد تعلمت الكثير من ورشات العمل والملتقيات المنظمة، فبالرغم من أنني حصلت على تأشيرات لزيارة القدس إلا أنني مازلت أتعلم الكثير، وهذا أعتقد أنه يُشجع الفلسطينيين ويحفزهم على الصمود، ويُشعرهم بأنهم ليسوا لوحدهم ، بل أن هناك أشخاصا من غير بني جلدتهم يدعمونهم ويؤازرون صمودهم. مبعوث الشروق إلى اسطنبول: هشام موفق