دعا نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني صديق شهاب اليوم الاثنين من إسطنبول المجتمع الدولي الى العمل من أجل وضع حد للممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين واصفا إياها ب"ممارسة النازيين ضد اليهود". ولدى تدخله في مناقشة عامة بشأن "تحذير إسرائيل: المستوطنات الجديدة في القدس تضر بالسلام العالمي" أمام المشاركين في أشغال الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي على مستوى رؤساء البرلمانات أكد السيد شهاب أن إسرائيل "تحاول بكل ما لديها من قوة ونفوذ تحويل هذا الصراع الاستعماري الاستيطاني من طابعه السياسي الى طابع ديني محض" مشيرا الى أن المسلمين جميعهم "رفضوا الخوض في هذا المجال وعملوا على أن تبقى القضية الفلسطينية قضية احتلال يقابله مطلب الحرية و الاستقلال". ودعا الغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص "الذين جعلوا من محاربة الارهاب والتطرف أولوية الأولويات في سياساتهم الداخلية والخارجية" الى الادراك أن ما تقوم به إسرائيل من تهويد للأراضي الاسلامية وترحيل سكان القدس الأصليين الى الضفة الغربية وعدم السماح بعودة اللاجئين "يندرج في عملية تحويل الصراع السياسي الى صراع ديني روحي". وأوضح أن هذه السياسة الإسرائيلية تزيد في "تعقيد المعضلة تعقيدا يسمح بنمو التطرف والتعصب ليتوسع في كل أنحاء المعمورة" مما سيعقد بكل تأكيد --كما قال-- "طموحات المجتمع الدولي لتحقيق السلم والأمن لكل شعوب العالم". وأضاف شهاب في مداخلته أن "مسؤولية العالم العربي والإسلامي كبيرة في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني وحمل المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته من أجل تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم الوطنية وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة". وأشار إلى أن منظمة الأممالمتحدة "تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني بعد أن سمحت بإقامة دولة قومية لليهود بحكم قرار التقسيم غير أنها تنصلت من مسؤوليتها في إقامة دولة للفلسطينيين" مصنفا الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني ضمن "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية". كما اعتبر نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني أن إصرار إسرائيل على مواصلة بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وإعلانها صراحة عزمها على تدمير التراث العربي الإسلامي وتغيير هوية الأراضي الفلسطينية مع التمادي في المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية على السواء "لا يقل عما قامت به في دير ياسين وجنين وغزة وقبل ذلك عند اجتياحها جنوب لبنان وما تلته من حروب". وأكد أن "تسريع تهويد القدس سيزيد الشعور بالاحتقان عند الفلسطينيين والمسلمين عامة وسيؤدي نحو مزيد من اللا إستقرار ليس في المنطقة فحسب بل في مختلف مناطق العالم". كما ندد في نفس السياق بما أسماه "خنق الوجود العربي في القدسالشرقية" مشيرا إلى أن إحاطة المدينة بحزام المستوطنات هدفه "ترجيح التوازن الديمغرافي لصالح العنصر الإسرائيلي تمهيدا لضم المدينة برمتها مستقبلا". واعتبر في الأخير أن عنصر القوة يكمن في "وحدة الصف الفلسطيني وفي المصالحة حول الرهانات التي تقتضي تمكين الشعب الفلسطيني من الحق في العودة و تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف".