تطغى بعض العادات والطقوس الشعبية على احتفالات رأس السنة الأمازيغية بمناطق الجنوب الغربي لاسيما منطقة السّاورة التي قد لا تختلف كثيرا عن غيرها من المدن الجزائرية في إحياء هذه المناسبة عدا بعض الأطباق الشعبية التي تكاد تتباين من مناطق شمال الوطن عن الجنوب. فإلى جانب المكسرات التي تعرف محليا ب"المخلط" والتي تتزين بها المحلات بشكل استثنائي ويقبل عليها المواطنون كل حسب إمكاناته المادية فإن الطبق الرئيسي الذي لا يمكن ل"الناير" أن يمرّ من دونه هو طبق المردود الذي يتم تحضيره ب"البركوكس" الخشن ومختلف البقول الجافة على غرار الحمص العدس والفول. وأكثر ما يلفت الانتباه في إعداد هذه الأكلة الشعبية هو وضع نواة من التمر في القدر التي يحضر فيها "المردود"، وبعد أن ينضج يتم وضعه في "جفنة" من الحطب أمام أفراد العائلة الذين يجتمعون على هذه الوجبة التي تقدم ليلة الثاني عشر من يناير التي مرّت أمس، حيث يبدأ أفراد العائلة في تناول "المردود" والتنافس في البحث عن النواة أو ما يُسمى ب"العلفة" ومن يعثر عليها يكون هو المحظوظ طيلة أيام السنة ولا يخرج هذا المعتقد عن جانب الفكاهة وخلق جو من المرح وسط الأسرة، إذ في الغالب تحاول ربة الأسرة تقريب هذه "العلفة" من أصغر أبنائها قصد بعث البهجة في نفسه. ومن المعتقدات التي ترافق هذا الاحتفال الشعبي والتي بدأت تختفي بعض الشيء مع كبار السن هي الإلحاح على الأطفال للأكل حتى الشبع وعدم النوم قبل العشاء وتناول "المردود"، فحسب المعتقد الشعبي القديم فإن ياجوج وماجوج سيأتيان ليلا ليتلمسا بطونهم ومن وجد أن بطنه غير ممتلئ فلن يسلم من عقوبتهما وهي المعتقدات التي لم يبق منها إلا ما تحتفظ به ذاكرة العجائز. ومن المعتقدات التي تدخل في باب الطرافة وتنتشر في العديد من مناطق الجنوب الغربي هو أنّ الفتاة العازبة إن حدث وأن غضبت على نصيبها من المكسرات "المخلط" تلك الليلة فهذا إيذان بأنها ستتزوج تلك السنة لا محالة.