توفيت مؤخرا المجاهدة الحاجة فاطمة عن عمر يناهز 84 سنة بعد مرض ألزمها الفراش قرابة عامين ونصف..هذا العمر كان كافيا للحاجة أن تعيش ثلاثة أجيال تمكنت خلالها من رؤية أحفادها الواحد تلو الأخر، وكم كانت رغبتها شديدة في حضور زفاف نصف أحفادها إلا أن يد الله كانت فوق كل اعتبار. الحاجة فاطمة من مواليد 1924 بسور الغزلان، من عائلة متواضعة متدينة، تربت على تعاليم الإسلام وشريعته السمحاء، أم ل10 أولاد تيتموا في صغرهم بعد فقدانهم لوالدهم لتكمل الأم طريقها في تربيتهم تربية تليق بمقام والدهم المرحوم. وكانت الحاجة فاطمة من السباقات الأوائل، مع زوجها، إلى الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي وعملت ما بوسعها من أجل وطنها الجزائر، فكان بيتها مأوى لهم في وقت ضيقهم وكانت تدفئهم وتطعمهم وتعد لهم.. إلا أن يد الدولة لم تسعها وتنازلت عن حقها وتقول "حقي عند ربي". كانت المجاهدة تهوى الفرح والأعراس والمناسبات لا لشيء سوى للمّ شمل العائلة الكبيرة وكانت تفرح بقدوم أولادها وأحفادها وتغضب لغياب أحدهم، وقد حضرت زفاف 25 حفيدا وقد كان لها أمل في حضور زفاف آخر حفيد. قل من لا يعرفها بحي بيلو 2 بالكاليتوس بالعاصمة، وقد كان يقول لها أحد أحفادها " كون غير تفتحي بلدية أحفادك راح يوصلوا مئة "تقول ربي يحفظهم خمسة في عين الحساد ". كبرت الحاجة وأنهكتها الدنيا ومرضت بضغط للدم الذي أقعدها في الكرسي المتحرك بعد شل نصفي قرابة عامين ونصف إلى أن رحلت الحاجة فاطمة في 9 نوفمبر الفارط عند أعز أولادها وفي أفضل شهر لها وقد حضر التعزية عدد لا يحصى ولا يعد فلم يعد وذلك للسمعة الطيبة لأولادها وأحفادها. فاطمة قيطي