اتهم الكاتب الصحفي المصري وائل لطفي الدعاة الجدد بالاعتماد على بعد اقتصادي نفعي في استخدام الدين لتحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية خاصة وفى كتابه "دولة الدعاة الجدد" أخذ عليهم نفيهم البعد الرسالي للدعوة، وأن ظاهرتهم غير إيجابية في مجملها، وأنهم إفراز قوي ووثيق الصلة بسياسات العولمة التي بدأت تغزو عالمنا العربي والإسلامي. وحول هدفه من تأليف الكتاب يقول وائل لطفى: "الهدف العام لأي شخص باحث عن الحقيقة هو فهم الظواهر والأشياء على حقيقتها، وعلاقتي بهذا الكتاب جاءت على مراحل لأنني أعمل كمحقق صحفي بمجلة روز اليوسف ومهتم بالشؤون الدينية، فقد لفت نظري منذ بداية عام 2000 داعية شاب لم يكن له أي ظهور في وسائل الإعلام من قبل وهو عمرو خالد، وكان يلقي خطبا ودروسا دينية في مسجد المغفرة بحي العجوزة (غرب القاهرة)". ويوضح الكاتب أنه عندما شاهد بعض هذه الدروس سواء من خلال هذه الأشرطة التي كان يتم بيعها للناس أو من خلال بعض البرامج التليفزيونية التي كانت تذيع أحاديث عمرو خالد، وجدت أنها تشبه المبشرين البروتستانت في أميركا فضلا عن أن هذه البرامج تستضيف بعض نجوم الفن والكرة المعتزلين ليروون تجربتهم في الفن والتوبة، :"فوجدت نفسي أمام ملامح جديدة في الدعوة الإسلامية، وأخذت على عاتقي الكتابة عن هذه الظاهرة، فكتبت عن الداعية عمرو خالد سلسلة من المقالات تلقيت على إثرها العديد من المكالمات الهاتفية من الجماهير المحبين له، واكتشفت أنه جمهور كبير وهم من زوجات رجال الأعمال والمسؤولين وأبناء الطبقة الراقية والميسورة في مصر". ويضيف الكاتب أنه مع مرور الوقت اكتشف وجود أجيال جديدة من هؤلاء الدعاة مثل الدكتور صفوت حجازي وراغب السرجانى والدكتور عمر عبد الكافي وغيرهم، وعند تأمله لهذه الظاهرة مرة أخرى وجد أن جذورها ترجع إلى الداعية المصري الذي كان شهيرا خلال فترة الثمانينيات ويدعى ياسين رشدي، يقول الكاتب :" فوجدت نفسي أمام ظاهرة تستحق التأمل والدراسة بهدف الإضافة إلى معارف المجتمع وفهم المرحلة الجديدة التي انتقلت إليها الدعوة الإسلامية على يد هؤلاء الدعاة". وحول ما توصل إليه الكاتب في نهاية اهتمامه بهذه الظاهرة كما يسميها ، يقول : أولا: لا أعتبر ظاهرة الدعاة الجدد ظاهرة إيجابية لأنها ترتكز على بعد تجاري نفعي في استخدام الدين لتحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية لهؤلاء الدعاة. ثانيا: قيام هؤلاء الدعاة بنفي البعد الرسالي للدعوة، حيث كان التصور القديم أن كل رجل دين هو رسول لمجتمعه بمعنى انه يحمل جزءً من رسالة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ويقوم بتبليغه لمعاصريه والمحيطيين به، لكن الدعاة الجدد حوّلوا هذا العمل إلى عمل تجاري يمارس بأجر. ثالثا: إن ظاهرة الدعاة الجدد ذات علاقة وثيقة بالعولمة وبالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث في العالم ومن ضمنها العالم الإسلامي. الشروق أون لاين. الوكالات