تواصل جميلة المنحدرة من ولاية خنشلة، سرد تفاصيل معايشتها للجني اليهودي"جورج"، وكيف انتقل منها إلى زوجة أخيها، وخلق في العائلة فتنة ونميمة، إلى درجة أنه كان يحول بينها وبين أداء الصلوات الخمس، تقول "بمجرد أن أتوضأ وأضع جبهتي على سجادة الصلاة، يظهر الجني "جورج" الذي أراد أن ينصّب نفسه زوجا لي، حيث كان يقوم بجرحي في جسدي محدثا لي جروحاً بالدم وكتابات غير مفهومة مبهمة يصعب قراءتها في بطني وأطراف جسدي، ويحفر في كلتا كفيّ رمزا وفي أطراف من جسمي صليبا دالا على الشرك بالله، كلما سجدت لأداء الصلاة، كما يشكل لي عبر تلك الجروح عقدا به صليب يلفه حول رقبتي ولا تزال أثار العقد الصليبي على رقبتي والجروح التي خلفها لي إلى غاية اليوم. "جورج" يتحدى الرقاة تؤكد والدة جميلة الحاجة نورة، أن الرقاة الذين توافدوا من أجل علاج ابنتها ورقيتها من كل حدب وصوب، لم يتمكنوا من شفائها بعد أن اهتدى الجني بطرق شتى إلى خداعهم والإدعاء بأنه غادر جسمها المسكون منذ 8 سنوات، فضلا عن انتحاله هويات الغير وأسماء المسلمين المذكورة في القرآن الكريم والسنة على غرار إسلام وعبد الرحمان وإسماعيل، وادعائه أنه توجه إلى المسجد ودخل في الإسلام، وبمجرد أن يحس أنهم غادروا يعود ليذكّرني بوجوده في جسد جميلة، لقد هلكنا منه وفي آخر مرة خاطبني بعبارة:"لن يتمكن أحد من الرقاة والطلْبة من إخراجي من جسد ابنتك، حتى ولو حضروا من وراء البحار، أنا مجرد مرسول ولابد من فك السحر، ولأخرج أشترط حضور بلحمر شخصيا". وتضيف الحاجة نورة بنبرة حزينة: ابنتي جميلة تعرّض جسدها إلى الضرب المبرح حين كان الرقاة يتلون عليها آيات قرآنية ويضربونها لإخراج الجني منها، فكان جسمُها النحيف يتحول إلى اللون الأزرق من شدة الضرب، وكانت تردّد عبارات تمزق قلبي حين تقول: "يا أمي أنا التي أتضرر وأحس بالضرب المبرح وليس الجني".
الراقي المغربي ضيّعني وابنتي تروي الحاجة نورة بألم وحسرة معاناتها مع الجني"جورج": لقد اتبعت كل السبل من أجل أن تشفى جميلة، فأهل الخير أرشدوني للاستعانة بالراقي المغربي، وبالفعل حضر إلى منزلي وباشر ممارسة مهامه، كان يقول لي إن الجني مقيم بالحمام والمرحاض والرواق الجامع بينهما، ولابد من ردمهما حتى يغادر جسد جميلة والمنزل، وبالفعل نفذت طلبه، المهم كنت مستعدة لأن أهدم كل جدار في سبيل شفاء جميلة، لكن بعد أن صار الحمام والمرحاض ردماً، تبين أن الجني لم يغادرها وبقي يلازمها.
الجني يطرد الخُطاب وتضيف نورة: لقد لازم الجني جورج ابنتي جميلة منذ سن ال 17 من عمرها، ويلح عليّ لتزويجها منه، وبرفضي كان ينتقم مني شر انتقام بحرق الأثاث والتجهيزات المنزلية وملابس بناتي وأدواتهن المدرسية، حتى أن كل خاطب كان يقصد منزلي لخطبتها يطرده بطريقته الخاصة ويحول دون ارتباطها به، ويحرص على أن تكون جميلة ملكاً له.