تشكل عذرية الفتاة أهمية بالغة وسط المجتمعات العربية خاصة المحافظة منها ونظرا لما يكتسبه هذا الشرط الجوهري للفتاة من أهمية بالغة خلال مرحلة العزوبية فان الحفاظ عليها يعد من المسلمات فتجد بعض العائلات تلجأ إلى حد اليوم إلى بعض الطقوس الهادفة إلى تحصين البنات من الاغتصاب. وهو ما يُعرف ب"الربط" أو "الثقاف" الذي يعتبر - حسب بعض الضالعات في عملية ربط الفتيات - سلاحا ذو حدين قد يحصن الفتاة و ربما قد يجعل منها بكرا مدى الحياة رغم زواجها. إحدى السيدات المختصات في "فن" ربط الفتيات وفك رباطهن قبيل ساعات من ليلة الدخلة تقول، إن عملية الربط لها فائدة كبيرة للفتاة خاصة في يومنا هذا حيث أصبحت تتغرب بعيدا عن أعين الأهل و تسافر بمفردها متعرضة للعديد من مخاطر الاعتداء على شرفها، متأسفة على العائلات التي نسيت هذه الأعراف وتركت بناتهن عرضة للاغتصاب الذي يحول حياه العائلة إلى جحيم و يجعل حظوظها في الزواج قليلة إن لم نقل أن الكثيرات يرفضن الزواج خوفا من الفضيحة. و تتنوع وسائل و طرق الربط من طرق سهلة الاستعمال و الفك، إلى أخرى معقدة لدرجة الشروع في فكها مرة أخرى يجعل ليلة الدخلة لدى الفتيات كابوسا حقيقيا قد يستمر معها لعدة أيام و الأسباب كثير نتطرق لها لاحقا . بالجهة الجنوبية الغربية و الغربية – أيضا- هناك العديد من الطرق بعضها اندثر إلى غير رجعة نظرا لتعقيد في القيام به و طرق أخرى ا تزال القلة القليلة من العائلات من تقمن بها، وتتعلق طريقة الربط بالمنسج و تكون عندما يكون الشيء المنسوج هو عبارة عن جلابة موجهة لرجل عازب أين يطلب من الفتاة في سرية تامة أن تقوم بالدخول و الخروج سبع مرات من احد جوانب المنسج المثبت بقطع من اللوح أفقيا و عموديا. و تقول إحدى النساء ذات خبرة في هذا المجال، أن فك الفتاة التي تم ربطها بهذه الطريقة يتم بإحضار كامل لوازم المنسج و الاستحمام فوقها حتى تتخلص من الرباط و تكون قادرة على الزواج بعد أن حصنت نفسها طيلة فترة العزوبية من الاغتصاب و ما شابه. الربط بالرمانة و تعد حسب العارفات من اخطر الطرق على الإطلاق رغم فاعليتها و مكمن الخطورة في ضياع هذه الرمانة أو القفل الذي يستعمل لتماسك السلاسل المستعملة لغلق المستودعات و ما شابه –هو أن ضياعها قد يضيع معه مستقبل الفتاة التي لا يمكن فك رباطها بوسيلة مماثلة ان فقدت الوسيلة الأصلية و تستعمل هذه الوسيلة خلال عملية الربط بعد شراءه رمانة جديدة و غلقها بالمفتاح و من ثم المناداة على الفتاة و بعد الالتفات تقوم صاحبة العملية بفتحها ثم إخفائها في مكان امن و معلوم عليها إخبار بعض أفراد الأسرة به و حتى الفتاة حتى يمكنها من فك رباطها ليلة العرس لان من تقوم بالعملية قد يتوفاها الله و تكون الكارثة حسب روايات الكثيرات ممن اضطررن لعمليات جراحية سببت لهم متاعب صحية طوال حياتهن ناهيك عن الإشاعات التي قد ترافق الفتاة ليلة الدخلة في حال وقوع مثل هذه الهفوات . إطار الغربال يعد وسيلة أخرى للقيام بنفس الدور إذ تقوم الفتاة بإدخاله من رأسها إلى قدميها سبع مرات و هناك طريقة أخرى ترويها العديد من المتمرسات في هذ العملية، و المتمثلة في القيام بجرح بالقرب من فخذ الفتاة بشفرة حلاقة و لدى خروج الدم تبلل به كمية مسحوقة من الكليلة و تعطى للفتاة لتآكلها و يتم فكها بنفس الطريقة. هي بعض من الممارسات و ليس كلها رافقت الأسرة الجزائرية منذ القديم و عبرت عن مدى التخوف الذي توليه لجانب الشرف و عذرية الفتاة التي لا يمكن تعويضه باي ثمن رغم العادات و التقاليد التي كانت تجبر افتاة على عدم الخروج بمفردها كما هو حاصل خلال أيامنا هذه و تبقى مثل هذه الممارسات بين مؤيد و معارض و بين آخرين يقفون أمام فاعليتها التي أثبتت من خلالها عملية الربط انها الوسيلة الناجعة لحصانة الفتاة . ح/فاطمة