تتغيّر موضة الأعراس وتتبدل من فصل لآخر باستمرار حيث تظهر في كل مرة ثيابٌ جديدة مختلفة عن سابقاتها تحدث ثورة شاملة في عالم الأفراح، إذ تشهد أعراس الشتاء هذه السنة عودة قوية للثياب الهندية بمختلف ألوانها وأشكالها وحتى اكسسوارتها، ورغم أن هذه الموضة كانت سائدة في فترة السنوات الماضية لكنها تراجعت قليلا فاسحة المجال أمام الثياب التركية ليعود الساري الهندي ويكرس سطوته على عالم الأعراس الجزائرية النسوية والرجالية، ولعل جمالية هذه الثياب وسحرها الخالد بل وحتى أسعارها المعقولة ساهمت في رواجها بشكل كبير وهو ما دفعنا للتنقل إلى بعض المحلات واكتشاف أسرارها. على وقع الأنغام الهندية وفي ديكور "بوليودي" تثيره الأضواء الملونة وتعبق الأجواء رائحة العنبر الممزوجة بالبخور تتقدمهن عروس ترتدي الساري الهندي، وإلى جانبها العريس بالزي الرجالي الهندي، اختارت الكثير من العرائس الجزائريات أن تكون هذه إطلالتهن في يوم زفافهن. فقد أضحت الثياب والأجواء الهندية جزءا لا يتجزأ من الأفراح والأعراس الجزائرية حتى أن هناك من يفضلن وضع أطعمة هندية لإضفاء أجواء أكثر مرحا على العرس. وفي هذا الصدد يقول صاحب محل لبيع ثياب الأعراس في ساحة الشهداء، إن الساري الهندي مطلوب بكثرة في هذه الأيام من قبل العرائس والمدعوات على حد سواء فهن يفضلن ارتداءه نظرا لكونه خفيفا وعمليا ويمكن الظهور به في مناسبات أخرى وحتى أسعاره مقبولة، وهناك أنواع من الثياب الهندية التي تمثل سحر دول جنوب آسيا وتكون مختلفة على حسب سن الزبونة، فالسيدة المتقدمة في السن توجد ألوان وموديلات خاصة بها دون غيرها مع إعطاء أهمية كبيرة لنوعية القماش فهن يفضلن أن تكون في العادة من الخامات الغالية، في حين تحرص الشابات على انتقاء الألوان الجذابة والمثيرة والأقمشة الخفيفة التي تناسب حركاتهن. مردفا أن العاصميات يعشقن كل ما هو جديد في عالم الموضة وخاصة الدراما "البوليودية"، لذا لا يتوانين في البحث عن الثياب الرجالية الهندية لأزواجهن أيضا حتى يشاركونهن لحظات الفرح. وعن الأسعار أكد محدثنا أنها معقولة مقارنة بالتصديرة العادية. في حين يرى موظف بمحل متخصص لبيع الملابس الهندية في ولاية وهران، أن الساري الهندي يعد اكتشافا وتغييرا بالنسبة للعرائس الجزائريات واللواتي يحرصن بكثرة على الأزياء التقليدية الجزائرية مقارنة بالأخرى، مضيفا أن محلهم يحتوي على العديد من الموديلات المختلفة والجميلة فمنها الساري الهندي التقليدي ومنها الأزياء الهندية العصرية والتي تتكون من ثلاث قطع وهي قميص طويل يصل إلى أسفل الركبتين أو الكوعين أحيانا حسب الرغبة بالإضافة إلى سروال ووشاح، لكن الساري الهندي التقليدي يظل هو المفضل بالنسبة للعرائس دوما. وعن الأسعار أفاد محدثنا بأنها معقولة لكن طبيعة الموديل هي التي تتحكم فيها وغالبا ما تدور أسعارها مابين 15 و40 ألف دينار حسب طبيعة القطعة المنتقاة. ولأن الفتيات هن المعنيات بالدرجة الأولى، أبت العروس "ليليا" إلا أن تشاركنا في الموضوع، مبررة اختيارها للساري بلون "الفوشيا" بعشقها منذ صغر سنها للأفلام "البوليودية" والآن مع وجود قنوات خاصة تبث الدراما الهندية، تمكنت الثياب من العودة مجددا للساحة مشيرة بيدها إلى "ساريها". لتضيف لقد اخترت هذا الموديل لأنه يشبه كثيرا ذلك الخاص بالممثلة "كارينا كابور"، وقد ارتدته في حفل زفافها أيضا في أحد الأفلام، إنه جميل جدا، وسأحاول إيجاد نوع من المقبلات الهندية كي أقدمها للضيوف في الزفاف أيضا. وتؤيدها الرأي "سلوى" والتي كانت تفتش عن إكسسوارات مناسبة للساري الذي اختارته لتصديرتها، مبررة أن ما وجدته من إكسسوارات في المحلات ينقصها الإتقان، لتواصل حديثها أن جميع العرائس يحرصن على إضافة الساري فسعره معقول وهو جذاب وعملي مقارنة بالثياب التقليدية الجزائرية والتي يكون سعرها في العادة 3 أضعاف ذلك. هذا الهوس بالثياب الهندية يفسره المختصون في علم الاجتماع على أنه التأثر بالأعمال والمسلسلات الأجنبية وبالأخص الهندية، والتي أصبحت تبث حلقاتها اليوم مترجمة باللغة العربية وهو ما زاد في انتشارها في الوطن العربي، فالدراما الهندية من أقدم الدرامات التي عرفها المشاهد العربي ومازالت تستقطبه لأنها تشكل عالما غامضا بالنسبة إليه والجزائري بطبيعته فضولي يحب الإطلاع على الحضارات الأخرى.