رواج واسع للحلي والأفرشة والأزياء التركية شهدت الأسواق الجزائرية في الآونة الأخيرة رواجا ملحوظا للسلع التركية، حيث أدى إعجاب الكثير من النساء الجزائريات بلباس ومجوهرات بطلات المسلسل التركي (حريم السلطان) الذي يبث حاليا بأجزائه الثلاثة على العديد من القنوات الفضائية، إلى تداولها في السوق المحلية بعدما تمكن بعض الحرفيين من تقليدها وصناعتها لتكون موضة وحديث أعراس هذا الموسم، وتمكن الكثير من الجزائريات من الحصول على طاقم السلطانة وبطلات المسلسل بأسعار جد معقولة. حسيبة موزاوي الإدمان على الدراما التركية، بلغ مستويات قياسية بين الجزائريين، حتى بات التقليد الأعمى لتفاصيل القصص، أمر متداول بينهم وسريع الانتشار في أدق التفاصيل، فهذه الحالة من التأثر الشديد دفعت التجار إلى استغلال الفرصة كالعادة واقتناصها من خلال ترويج البضاعة التركية بكل أنواعها والتي بلغت مبيعاتها في الآونة الأخيرة مستويات خيالية، وهذا ما دفعنا إلى فتح الموضوع مع التجار والزبائن المدمنين على كل ما هو تركي.. الجزائريات يتوجن أناقتهن بخاتم السلطانة "هيام" وكانت للمجوهرات الحظ الأوفر، حيث بدأت النساء الجزائريات يبحثن عن المجوهرات التركية في الأسواق لما فيها من أناقة وتصاميم مختلفة عما اعتدن عليه، الفضة كانت أهم المجوهرات التي حظيت بهذا الإقبال، وقد كان أبرزها خاتم (السلطانة هُيام)، ذلك الخاتم المرصع بالزمرد الأخضر الذي لفت الأنظار وجعل الجزائريات فتيات ونساء يغرمن به. حيث تفنن الحرفيون في صناعة المجوهرات التركية وذلك تلبية لاحتياجات المرأة ورغبتها في الزينة والأناقة، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن الصناعات المعدنية النفيسة ظهرت منذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد في آسيا الصغرى، حيث كان يرتديها السلاطين والحكام ونسائهم، باعتبارها رمزا للطبقة الراقية والغنية، لكن حاليا يمكن لمختلف الطبقات الاجتماعية اقتناءها رغم أن أسعارها ليست رخيصة هي الأخرى لكنها معقولة مقارنة بالذهب. ومن جهته يقول أحد بائعي الفضة (حريم السلطان) بباب الزوار: (أصبحنا نتعمد وضع الحلي التركية في واجهة المحلات لجذب النساء، لعلمنا باهتمامهن بها نظراً لما يشاهدنه في المسلسلات التركية، مؤكدا على إقبال فتيات ونساء يطلبن منه حلياً شاهدنها في مسلسل (حريم السلطان)، وآخرها خاتم السلطانة هيام، حيث قال أحمد ل(أخبار اليوم): أتت زبونة لي تطالبني بصنع خاتم يشبه الخاتم الذي رأته في مسلسل سلطان الحريم، الذي أهداه السلطان لزوجته، مضيفا أن هذا الاهتمام الزائد بحريم السلطان جعله يسمي المحل على اسم المسلسل. وعلى إثر هذا الاهتمام قامت (أخبار اليوم) بسؤال إحدى النساء اللواتي اخترن الحلي التركية لزينتهن، حيث قالت: في السابق لم نكن نهتم بها كثيراً، وذلك لأنه لم تسوق لها جيداً، لكن الآن ومع متابعتنا للمسلسلات التركية رأينا في ارتدائها أناقة، كما أنها تتمتع ببعض التصاميم الراجعة للعهد العثماني. وتقول إحدى الفتيات وهي تبدي إعجابها بالخاتم، وهي تراه رمزاً للأناقة: أثار إعجابي خاتم السلطانة هُيام حين شاهدته في المسلسل وحريصة جداً على اقتناء واحد مثله، كما أنني أرى أن المجوهرات التركية تتميز بأناقة خاصة، لم نلمسها إلا عندما دخلت مسلسلاتهم بيوتنا. أما (ريمة) وهي فتاة مقبلة على الزواج هذه الصائفة، أعربت عن إعجابها بمجوهرات السلطانة (هيام)، حيث أكدت لنا أنها اقتنت العديد من الأشياء على غرار خاتم وطقم السلطانة مضيفة أنها تتلاءم مع قفطانها وتزيد من جماله. أغطية وأفرشة "ناهد دوران" تستقطب العرائس ومن جهة أخرى، كان لانتشار الدراما التركية في الشارع الجزائري الأثر الكبير في نقل بعض المظاهر الثقافية والحياة التركية في الأكل واللباس وترتيب البيوت، حيث صارت محلات الأفرشة التركية تستقطب بعض الجزائريات، وصارت الطلبات التي تتلقاها محلات تفصيل الأفرشة و(الكنبات) للمقبلات على الزواج، حسب شهادات العديد من أصحاب هذه المحلات بالعاصمة، تحمل مواصفات الأفلام التركية خاصة حريم السلطان. حيث يؤكد صاحب محل بالسوق الجواري لباب الزوار (الجرف) أن شابات مقبلات على الزواج يركزن على ألوان وتفصيلات وموديلات تظهر في المسلسلات التركية من أغطية الأسرة إلى ألوان شراشف النوافذ وغيرها. حريم السلطان يعيد للثوب التقليدي المحلي مكانته إلى جانب الأفرشة والمجوهرات صارت الألبسة التركية تستقطب أنظار النساء، ويأتي الاهتمام بتفصيلات الملابس النسائية من قفاطين وعباءات بمختلف ألوانه وتفصيلاته، يقدم أيضا خيارات للنساء المقبلات على الزواج اللواتي يرغبن في الظهور بمظهر الأنيقات، وهذا بفضل ما حملته الموضة التركية إلى الجزائر في المساحات والمحلات الكبرى في العاصمة، والتي تشهد إقبالا من طرف النساء من مختلف الشرائح العمرية. حيث أصبحت ترتكز القفاطين الملكية المصنوعة على الطريقة التركية على الدانتيل وقماش (البروكار)، وهو قماش دمشقي من أفخم أنواع الأنسجة في العالم، حيث أكدت لنا (أمينة) مصممة أزياء وصاحبة محل للعرائس ببرج الكيفان، على أن القفطان التركي الملكي يعتمد على نوع معين من الأقمشة الخاصة (بالبروكار) كما ذكرنا سالفا، وهو يتكون من قطعتين الأولى من القماش الخام والثاني من قطعة من الدونتيل يتم تزيينها بالفتلة والمجبود، مضيفة أن أزياء (حريم السلطان) أو فساتين السلطانات هيام وناهد دوران وخديجة هي موضة الأعراس لهذه السنة، حتى التسريحات والإكسسوارات أيضا، فكل عروس تسعى لأن تضم لتشكيلتها فستان السلطانة (هيام) رغم ارتفاع أسعارها فهي تصل إلى 15 مليونا، وسبب الإقبال عليها هو مزجها بين العادات والتقاليد الجزائرية والتركية، مواصلة أن محلها يسعى لإرضاء جميع العرائس، فهناك ثياب يتم خياطتها حسب طلب العروس، وأخرى يتم استئجارها رفقة إكسسوارات السلطانة (هيام) وتاجها الشهير، وبالخصوص خاتم (الزركونيا) جميعها مصنوعة من الفضة الممزوجة بالبرونز ومرصعة بالأحجار.