وقعت أكثر من 400 منظمة إسلامية في بروكسيل مؤخرا على ميثاق، يحدد قواعد مشتركة لسلوك المسلمين في أوربا، ولكن هل يمثل هذه الميثاق حقا أغلبية المسلمين الأوروبيين، كما يزعم أصحاب المبادرة؟ " دائما نسمع هنا في أوربا بأن المسلمين المعتدلين لا يجهرون بصوتهم"، يقول فريد المسعود، الناطق باسم الربطة الإسلامية في بلجيكا، ويضيف: " هذه المبادرة محاولة للرد على مثل هذه الأقوال." كانت كل منظمة وطنية، تقدم تأويلها الخاص للإسلام والطريقة التي يجب أن يمارس بها في أوربا، كانت هناك حاجة ملحة إلى مثل هذا الموقف المشترك، و يعاني كثير من المسلمين الأوروبيين من الارتباك حين يتعلق الأمر بالطريقة التي يجب إتباعها في ممارسة شعائرهم الدينية، كما يواجهون بأسئلة نقدية من طرف المجتمع الذي يستقبلهم." فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوربا هي التي أطلقت الفكرة، وتنشط الفدرالية أساسا في فرنسا وانجلترا. منذ ظهور الفيدرالية في العام 2000، اضطرت لأن تغير في مضمون الميثاق مرارا ، خصوصا بعد تفجيرات نيويورك ولندن. المشاركة في المجتمع الأوربي يحث الميثاق التي أعلن عنه في بروكسيل، المسلمين على المشاركة في بناء المجتمع الأوربي الديمقراطي،ويتضمن المبادئ الديمقراطية الأساسية واحترام حقوق الإنسان، التعددية، مساواة الرجل والمرأة و"فصل الدين عن الدولة" ويشدد على أهمية التفاهم المتبادل والحوار التفاعلي بين الثقافات، كما يستنكر الإرهاب. ويشير مسعود إلى أن كل المنظمات الإسلامية المعروفة في أوروبا تؤيد الميثاق وتسانده، إلا أن السؤال الذي يبقى: إلى أي حد يمثل هذه الميثاق المسلمين في أوروبا؟ الإخوان المسلمون ويشير نص الميثاق نفسه بتأثير الإخوان المسلمين "مبدئيا، النص إيجابي، ينادي بتعايش منسجم وبتفسير الإسلام كدين ينتمي للمجتمع الأوربي المتعدد، إلا أنه أهمل اتخاذ موقف واضح من قضايا كثيرة حساسة مثل المثلية الجنسية، التخلي عن الدين وعمل النساء خارج البيت". ويرى لاندمان أيضا أنه لم يكن من الحكمة استبعاد هيئة التشاور بين المسلمين والحكومة MO "يبدو الأمر وكأنهم يقولون: وضعنا ميثاقا لقواعد سلوك لاعبي كرة القدم، لكننا نسينا دعوة اتحاد كرة القدم". الشروق أون لاين. الوكالات