في أولى إجراءاته العملية عقب "شرعنة" انقلابه بانتخابات مطعون فيها، قرر السيسي رفع الأسعار ليزيد من معاناة المصريين وبؤسهم، ويضيق عليهم في قوتهم.. لقد تأكد للجميع بأن الحل الذي يحمله السيسي لمشاكل المصريين هو جعلهم يدفعون ثمن كل شيء لوحدهم.. لأنه بكل بساطة ليس لديه أي تصور أو برنامج لإخراج البلاد من الأزمة، كل برنامجه كان متوقفا على كيفية الإطاحة بالشرعية والاستحواذ على السلطة. وعندما رفض الشعب واحتج، سلَّط عليه آلته القمعية الجهنمية فأسكت الجميع بالقهر والاضطهاد والمتابعات القضائية، وفرض قراراته بقوة الحديد والنار.. فبمنطق العسكري الجبار في الأرض يقرر السيسي وزبانيته ما يشاؤون وليس لأي كان أن يحتج أو يرفض.. فكما مرر الانقلاب وفرضه على جثث وجماجم المصريين في رابعة والنهضة ومعظم المحافظات المصرية، يفرض قراراته "الظالمة" رغم تحذيرات "سحرته" من خطورة ما يقرر، فالويل لمن يقف في وجه قراراته.. ولم يكتف السيسي، بالتضييق على المصريين، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه رفض الظلم والمطالبة برفع الضيم، ليعود في خطابة الأخير بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة يوليو، ليشتم ذكاءهم، ويهين كبرياءهم.. لقد ادعى عليهم واتهمهم بأنهم قبلوا طواعية إجراءاته التي وصفها بالقاسية، وأوغل في استفزازهم بأن شكرهم على شجاعتهم وتحملهم المزيد من المآسي والبؤس والحرمان الذي فرضه عليهم. إن العسكر إذا حكموا بلدا أفسدوه، وظلموا شعبه وأهانوه، وجعلوا أعزتهم أذلة، وكذلك يفعلون..