- تحقيقات حول الأحداث وعقوبات صارمة ضد المتورطين في "التخلاط" - بن بوزيد يعد التلاميذ بأن تكون مواضيع الإمتحانات مطابقة للمناهج الجديدة تعكف وزارة التربية الوطنية في الساعات الأخيرة الماضية على التحقيق في الاحداث التي شهدتها بعض الثانويات في أكثر من خمس ولايات، خرج فيها تلاميذ البكالوريا أو "أخرجوا" الى الشارع احتجاجا على البرامج المكثفة لأول بكالوريا في عهد الاصلاحات. وقال مصدر مسؤول في وزارة التربية إن المعلومات الواردة من هذه الولايات على وجه الخصوص تؤكد تدخل بعض الاطراف المشبوهة التي عملت على استغلال القصر للتشويش على البكالوريا. وأكد ذات المصدر ان اجراءات عقابية صارمة سوف تطبق على من ثبت في حقهم استغلال تلاميذ الثانويات والدفع بهم في اتجاهات مجهولة تهدد مصيرهم وتشوش على شهادة البكالوريا التي تعتبر قضية من قضايا الدولة الجزائرية. وعندما سئل وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد أول أمس بالمجلس الشعبي الوطني عن ما يحدث في الثانويات، رد بن بوزيد على ذلك بعبارة مقتضبة "إضراب الثانويين مس خمس أو ست ثانويات فقط والجهات التي تتعمد "التخلاط" معروفة وانتم تعرفون من يقف وراء خروج التلاميذ للشارع"، والتي اتهمها بحشو رؤوس التلاميذ بالمغالطات لإيهامهم بأن الإصلاحات ستؤدي إلى فشلهم في البكالوريا. وقد تلقت وزارة التربية الوطنية تقارير أولوية من خمس ولايات على الاقل حول أحداث خروج تلاميذ الثانويات إلى الشارع، كشفت بأن أطرافا من داخل الأسرة التربوية قامت باستغلال التلاميذ الذين يعتبرون قصرا لأغراض سياسية من خلال تحريضهم على مقاطعة مقاعد الدراسة والدفع بهم إلى الشارع، لشن احتجاجات بهدف التشويش على امتحانات شهادة البكالوريا التي ستنظم لأول مرة هذه السنة ببرنامج جديد في إطار الإصلاحات التي طبقتها وزارة التربية على برنامج السنة الثالثة ثانوي. وحسب وزارة التربية فإن التقارير الأولية الواردة إلى الوزارة كشفت بأن التلاميذ لم يخرجوا إلى الشارع من تلقاء أنفسهم بل تم تحريضهم على ذلك من خلال حشو رؤوسهم بمغالطات سياسوية وإيهامهم بأن مستقبلهم في خطر وبأن الإصلاحات التي تم إدخالها على البرنامج الدراسي ستؤدي إلى فشلهم في الدراسة، ما دفع التلاميذ إلى الخروج للشارع والتهديد بمقاطعة امتحانات نهاية السنة بما في ذلك امتحانات البكالوريا، مطالبين بمراجعة البرامج الإصلاحية التي تم إدخالها في التعليم الثانوي. وانطلقت عدوى الإحتجاجات من ثانويات الجزائر العاصمة بداية الأسبوع الفارط غير أنها انتقلت بسرعة البرق إلى عدة ثانويات بمختلف ولايات الوطن كقسنطينة، وسطيف وبجاية، وهران وغليزان. وزارة التربية سارعت إلى الرد على ذلك من خلال إصدار بيان إعلامي وتوزيعه على الصحافة الوطنية تدعو فيه التلاميذ وأولياءهم والجماعة التربوية إلى إحباط كل محاولة موجهة للمساس بقيمة ومصداقية امتحان البكالوريا واستغلالها لأغراض سياسية، وهو اتهام صريح لأطراف معينة بمحاولة المساس بقيمة ومصداقية امتحان البكالوريا وتوظيفها لأغراض سياسية، متوعدة باتخاذ إجراءات صارمة من أجل المحافظة على مصداقية هذه الشهادة لأنها امتحان معترف بقيمته على المستوى الدولي، وحماية التلاميذ من الاستغلال السياسي. ولتهدئة غضب التلاميذ الذين خرجوا للشارع تعهدت وزارة التربية الوطنية في بيانها بأن "جميع المواضيع التي سيتضمنها امتحان البكالوريا لهذه السنة ستكون مطابقة للمناهج الجديدة ومكيفة مع المحتويات التي تم تدريسها فعلا على المستوى الوطني". وقالت بأن "المواضيع لن تتناول سوى مضامين المناهج المدرسية والتي توافق عليها لجنة المتابعة الوطنية وان إعداد المواضيع سيتم وفقا للطرائق المعتمدة إلى حد اليوم". أما بخصوص المقاربة بالكفاءات التي أدرجت في المناهج الجديدة فإن تطبيقها في الامتحانات حسب الوزارة لا يمكن أن يتم إلا بصفة تدريجية ولن تطبق هذه المقاربة في امتحان البكالوريا لدورة جوان 2008". وأشارت إلى أنه قد "تم إعداد المجموعة الأولى من نماذج مواضيع الامتحان التي وزعت على المؤسسات المدرسية لتعويد المترشحين على معالجة هذه المواضيع". تذكر الوزارة أن مجمل "العمليات التي شرعت فيها في إطار إصلاح المنظومة التربوية ترمي إلى رفع نوعية التعليم وجعله في مصف المقاييس العالمية وأن اهتمامها الأساسي منصب على المحافظة على المصلحة العليا للتلاميذ". جميلة بلقاسم