خرج صباح أمس، عشرات من تلاميذ الصفّ النهائي بثانويات وهران إلى الشارع في مظاهرات عارمة استنفرت مصالح الأمن، مطالبين بإلغاء الفصل الثالث من البرنامج المقرّر في إطار الإصلاحات الجديدة. أجواء مشحونة عرفتها وهران نهار أمس، تبعا لمسيرة سلمية حشدت تلاميذ أغلب الثانويات الذين امتنعوا عن الدراسة وتوجّهوا إلى الشارع إبتداء من الساعات الأولى للدوام، حيث واصل تلاميذ ثانويات "مصطفى هدّام"، "علال سيدي امحمد"، تازي ابراهيم" وغيرها مسيرتهم من "بئر الجير" إلى غاية مقّر مديرية التربية مشيا على الأقدام، مردّدين عبارات رافضة للبرنامج الذي وصفوه ب "الثقيل والمكثّف" في أوّل سنة تطبّق فيها الإصلاحات الجديدة بقطاع التربية، وقد طالب تلاميذ الصفّ النهائي بضرورة إلغاء الفصل الثالث من أجل تخفيف الضغط عليهم فيما يتعلّق باجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، مصرّحين "أنّ برنامج الدراسة جدّ مكثّف لم يسمح لهم بالاستيعاب للمواد، متسائلين في ذات الوقت حول مدى نجاعة ذلك والإسراع في تلقين كلّ البرنامج في فترة وجيزة، كون أنّه لم يتبق كثير من الوقت هذه السنة"، معتبرين أنّ إضافة مادتي الفلسلفة والتربية الإسلامية يستهلك ساعات إضافية فضلا عن تكثيف البرامج الذي يعيق القدرة على الاستيعاب، رغم لجوئهم إلى الدروس التدعيمية. وكادت الأمور أن تنفلت أمام التصرّفات غير الواعية لبعض التلاميذ المحتّجين لولا تدخّل مصالح الأمن والدرك التي حالت دون وقوع أعمال شغب بالشوارع التي شملتها المسيرة، بينما عزّزت مصالح الأمن عناصرها بمقّر مديرية التربية القريب من مقّر الولاية، حيث تجمّع هناك سكّان حيّ "بلانتير" مطالبين بالإفراج عن نتيجة التحقيق المفتوح بشأن توزيع السكنات والذي تزامن مع زيارة وزير السكن إلى وهران، وتمّ تطويق المنطقة بعد تجمّع التلاميذ أمام المديرية خوفا من أيّ إنزلاقات أخرى خطيرة، في حين أكّد التلاميذ من جانبهم أنّهم سيواصلون هذه الاحتجاجات إلى غاية الفصل في مطالبهم بحلول مرضية، بعدما دخل نفس المحتجّون في إضراب عن الدراسة بعدد من الثانويات منذ الأربعاء الماضي، وهو ما حدث بولايات أخرى غرب البلاد، على غرار ثانوية "العقيد عثمان" بغليزان، وثانوية "أحمد بلحاج سعيد" بعين تموشنت وثانويات أخرى بسيدي بلعباس. صالح فلاق شبرة