خرج أمس، العشرات من السكّان بوسط مدينة وهران، تحديدا بشارع العربي بن مهيدي، إلى الشارع في حركة احتجاجية واسعة شلّت حركة المرور في أعقاب إصابة شخصين بحروق متفاوتة الخطورة على مستوى بناية قديمة نشب بها حريق مهول. استنفرت مصالح الأمن عناصرها لتفريق المتظاهرين الذين اكتسحوا الشارع الرئيسي بوسط المدينة منذ الساعات الأولى للصباح وإغلاقه بوضع الحجارة، محتجّين على إهمال ولامبالاة السلطات المحليّة بوضعية أزيد من 30 ساكنا ببناية آيلة للسقوط على مستوى شارع العربي بن مهيدي وهي بناية تعود إلى العهد الاستعماري، وتوجد بها جميع منغّصات الحياة، وجرّاء تفاقم هذه الوضعية، نشب حريق على مستوى العدّاد بالطابق الثاني مخلّفا حالة ذعر واسعة لدى السكّان الذين فرّوا بجلدهم إلى الخارج، فيما أصيب اثنان بحروق متفاوتة الخطورة استدعت نقلهما نحو مصلحة الاستعجالات، بينما لحق الخراب بالأثاث، وقد أثار هذا الحادث غضب سكّان البناية ودفعهم إلى الخروج إلى الشارع وقطع الطريق، وكادت أن تنزلق الأمور لولا تدخّل مصالح الأمن ومعالجتها للموقف، فيما تدخّل رئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران للتهدئة وتعهّد بنقل مطالبهم للوالي ورئيس الدائرة، إلاّ أنّ السكّان أصّروا على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لوضعيتهم، خصوصا وأنّهم قدّموا عدّة شكاوى بما فيها لمؤسّسة سونلغاز عن وضعية العدّادات إلاّ أنّهم لا يزالون على نفس الحال، وتزداد أوضاعهم سوءا كلّما حلّ فصل الشتاء، حيث عادت أمس، مظاهر الخوف مجدّدا وارتسمت على وجوه سكّان البنايات المهترئة المهدّدة بالانهيار بأحياء الحمري، سانت أنطوان، الدرب، سيدي الهواري، البدر وغيرها، مع سقوط كميّات معتبرة من الأمطار ورياح تصل قوتها إلى 80 كلم في الساعة، ستتواصل إلى غاية اليوم حسب مصالح الأرصاد الجويّة، وتأتي هذه التخوّفات نظرا لتسجيل عدّة حالات وفاة وإصابات متفاوتة الخطورة سابقا. من جانبها ستباشر مصالح الحماية المدنية الخميس المقبل مناورات عملية في إطار التدخّل خلال فترة كوارث الفيضانات، وذلك كإجراءات احتياطية تحسّبا لوقوع حوادث خطيرة.