دعا عسكريون لبنانيون، يحتجزهم تنظيم جبهة النصرة في منطقة القلمون السورية، اللبنانيين إلى التظاهر ضد حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع عام 2013. جاء ذلك في مقطع فيديو، بثته "المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي)" (خاصة)، ليل الجمعة السبت، وبدا فيه تسعة محتجزين لبنانيين، بصحة جيدة. وناشد العسكريون في الشريط "أهاليهم والمواطنين اللبنانيين بالنزول إلى الشوارع وقطع الطرقات والتظاهر ضد حزب الله حتى خروجه من الأراضي السورية"، وقالوا: "الحزب يقتل أهلنا السنة في سوريا"، وأضافوا أنه في حال عدم التحرك ضد حزب الله في لبنان ف"إننا سنقتل جميعنا هنا". واعتبر أحد العسكريين، أن "الطائفة الشيعية في لبنان دخلت بمعمعة لا علاقة لها بها" بسبب إصرار حزب الله على القتال في سوريا إلى جانب النظام.. وقال آخر إن "جبهة النصرة" تؤمن له الأدوية اللازمة لعلاجه من مرض في كبده. وأضاف عسكري ثالث، إنهم هم من طلبوا من "جبهة النصرة" الظهور على الإعلام لمرات عديدة "لكي نوجه كلمة ضد حزب الله، لا تحت الضغط ولا تحت أي شيء.. ولا سلاح أمامي ولا خلفي". وكشف أحد قادة جبهة النصرة في منطقة القلمون السورية الحدودية، قبل يومين، أن الجبهة ستبث "فيديو خلال ساعات لبعض جنود الجيش وعناصر الأمن اللبنانيين الأسرى لديها"، مؤكداً أن انسحاب حزب الله من سوريا، صار مطلبهم الأول مقابل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى. وأضاف، أن الجنود وعناصر الأمن الذين سيظهرون في الفيديو "سيوجهون رسائل يناشدون فيها حزب الله بأن حياتهم رهن خروجه من سوريا"، كما سيدعون "كل اللبنانيين للخروج إلى الشارع للمطالبة بإخراج الحزب من سوريا". ومنذ مطلع العام الماضي، تدخل حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد معارضيه، وبرز دوره عندما كان له الفضل الأكبر في استعادة النظام سيطرته على منطقتي القصير بريف حمص (وسط) والقلمون بريف دمشق (جنوب) الحدوديتين مع لبنان. وفي 2 أوت الجاري، اندلعت معارك ضارية في بلدة عرسال اللبنانية ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له ب"الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري. واستمرت المعارك خمسة أيام؛ حيث أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالإضافة إلى خطف عدد من الجنود وعناصر قوى الأمن الداخلي، كما قُتل وجُرح العشرات من سكان بلدة عرسال سواء من المدنيين أو اللاجئين السوريين. ولا تزال جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، تحتجزان عدداً من العسكريين والعناصر الأمنية اللبنانية، الذين وقعوا في الأسر لديهما خلال هذه الاشتباكات بعد الإفراج عن ثمانية منهم على دفعات من أصل أكثر من 20.