أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده على استعداد للقيام بكل ما يلزم للقضاء على تنظيم داعش، بما في ذلك إرسال قواتها البرية إلى سوريا، في حال التزم المجتمع الدولي بحل متكامل ينهي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اتهمه بارتكاب مجازر وحشية، مؤكداً أن بلاده ترفض أي اتهامات موجهة لها من قبل المنتقدين، محملاً نظام الأسد وسياساته الطائفية والدموية مسؤولية ظهور التنظيم. وقال أوغلو لشبكة سي إن إن الأمريكية، في أول مقابلة له مع الإعلام الغربي منذ توليه منصب رئيس الوزراء، إن تركيا ستنضم إلى المعركة العسكرية مع داعش ولكنها ترغب في إنشاء منطقة حظر جوي آمنة عند الحدود مع سوريا، لوقف تدفق اللاجئين السوريين الذين ارتفع عددهم إلى قرابة مليوني شخص داخل تركيا، كما أشار إلى أن تركيا قد تنشر قوات عسكرية برية، إذا كان هناك استراتيجية دولية تقضي برحيل نظام الأسد بالتزامن مع ضرب داعش. وأضاف أوغلو، لا يجب أن نفصل المرحلة التي سبقت المواجهة مع داعش عن المرحلة اللاحقة لها، نحن أمام أزمة كبيرة بدأت منذ الأيام الأولى للأحداث في 2011 وتستمر حتى اليوم، وليس هناك بلد قدم ما قدمته تركيا ضد الهجمات الوحشية للنظام، وكذلك ضد داعش، وفي العاشر من أكتوبر من عام 2013، اعتبرنا داعش تنظيماً إرهابياً بقرار في مجلس الوزراء. وعلق أوغلو على الضربات الجوية على تنظيم داعش قائلاً، "أظن أن هذه الضربات الجوية ضرورية لكنها ليست كافية، الغارات ستضر بداعش، ولكن بحال لم نطور استراتيجية متكاملة فلن نعرف الخطوات المستقبلية التي يتوجب اتخاذها من أجل تدمير داعش والمنظمات الإرهابية التي قد تظهر". وتابع، تصوروا لو أننا دمرنا داعش – علماً أنها مهمة صعبة – فما الذي سيحصل؟ سيقوم النظام في اليوم التالي بتنفيذ غارات ضد حلب أو المدن الأخرى ليخلق موجة أكبر من النزوح نحو أراضينا، لهذا نريد منطقة حظر جوي على حدودنا وإلا فإن كل هذه الأعباء ستبقى على عاتق تركيا والدول المجاورة. وقال أوغلو، لقد أبلغنا الأمريكيين والأوروبيين، أنه بحال لم يكن هناك من حل بمواجهة الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري فسيكون هناك تصاعد في التطرف، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك داعش، لقد قتل 300 ألف شخص في مجازر في سوريا، بعضها جرى باستخدام أسلحة كيماوية، وقد قلنا إن الكيماوي هو خط أحمر ولكن النظام استخدمه دون أن يتعرض لأي عواقب، واستخدم البراميل المتفجرة وصواريخ سكود على المناطق السكنية دون أن نفعل له شيئاً، وحاصر المدن وعاقب الناس بالجوع وقتلهم وقد عرضت CNN أكثر من 50 ألف صورة لأشخاص قتلوا بوسائل التعذيب التي يطبقها نظامه وظل الجميع صامتاً. وأكد أوغلو، أنه بسبب كل هذه الجرائم التي مرت دون عقاب، وجدت التنظيمات المتشددة الظروف المناسبة وقالت للناس أن المجتمع الدولي لن يدافع عنهم وأن أحداً لن يهب لنجدتهم سواها، وهذا هو المصدر الأساسي لظهور داعش، وقال: "حذرنا المجتمع الدولي منذ فترة طويلة بأن العاصفة قادمة ولكن أحداً لم يتحرك ضد نظام الأمس، وما يثير الدهشة اليوم أن بعض القادة اقترحوا في اجتماعات التعاون مع نظام الأسد.. التعاون مع شيطان لمواجهة آخر ليس الطريق الذي يجب على المجتمع الدولي سلوكه". وعن الوضع في مدينة عين العرب (كوباني)، قال أوغلو، "سنفعل كل ما بوسعنا لمساعدة سكان كوباني لأنهم إخوة لنا ونحن لا ننظر إليهم على أنهم أكراد أو تركمان أو عرب، ولكن ما نقوله هو أنه إذا كان هناك ضرورة للتدخل في كوباني فنحن نقول إنه هناك ضرورة للتدخل في كل سوريا وعلى امتداد حدودنا معها.