في برنامجه الطويل ونشاطاته الثقافية المكثفة، لم يتذكر القائمون على معرض القاهرة الدولي للكتاب في طبعته الأربعين، الجزائر التي لم تتم الإشارة إليها، لا من قريب ولا من بعيد، فبالرغم من أن الإمارات العربية ضيف شرف هذه الطبعة، إلا أن المشاركة العربية والأجنبية كان لها حضورها. ومن خلال الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية التي يشارك فيها مثقفون مصريون ودعت إليها إدارة المعرض العديد من المثقفين العرب والأجانب، دون أن تشمل دعواتها الجزائريين، دون الحدث من شأنه تقريب المثقفين العرب المشارقة والمغاربيين، وهو التقليد الذي أصبح متداولا في مثل هذه المناسبات. ففي ندوة الأعمال الدرامية والتاريخ المخصصة للدراما التلفزيونية والتاريخ، لم يشارك إسم جزائري بالرغم من الحضور المكثف للمثقفين والسينمائيين المصريين والعرب في ندوة الدراما التي نظمت العام الماضي بالجزائر في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، ونفس الأمر ينطبق على ندوة السينما والتاريخ، وندوة الترجمة وحوار الثقافات من الأندلس إلى حوار الحضارات، وندوة مشكلة توزيع الكتاب في العالم العربي وصناعته في ظل متغيرات الوسائط المعلوماتية. وكما حصل الأمر مع المدونات في الرواية والقصة القصيرة، وأدب المنفي وأدب ما بعد الاستعمار، وندوة الجماعات الثقافية المستقلة، وأزمة التحديث الثقافي والاجتماعي، كذلك لم يسجل أية مشاركة جزائرية في الأمسيات الشعرية والندوات التي تناقش إشكاليات الخطاب الشعري، وغيرها من الفعاليات. وإن كانت إدارة المعرض حرة في اختيار ما تراه مناسبا، في دعوة أو مشاركة ما يناسب أهدافها الثقافية والفكرية من هذا الحدث، فإن التواصل والتقارب العربي، المتداول في الخطابات الرسمية، وغير الرسمية، يجعل المرء يتساءل عن تغييب الجزائر من المشاركة من مثل هذه المناسبات، خاصة وان المعرض الدولي للكتاب في القاهرة، على الرغم من أهميته الثقافية والإعلامية، إلا أننا لم نسجل مشاركة دور النشر الجزائرية، خاصة ونحن بحاجة إلى مثل هذه المناسبات بعد الذي طبع في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، ومن حق الآخرين أن يعرفوا ما عندنا من نصوص. وليست المرة الأولى التي يتم فيها تغييب الجزائر، فإدارة معرض مكتبة الإسكندرية، غيرت ضيف شرف المعرض من الجزائر إلى المغرب، دون أن تكون أسباب التغيير مبررة ولا واقعية، وهو ما يجعل التساؤل مبررا عن تواصل هذا التغييب؟. حسام/ م