ظاهرة توريث الفنان الجزائري لأحد أبنائه مهنته وخباياها موجودة في الساحة الفنية الجزائرية بكثرة، ولعل أكثر وأكبر توريث في الوسط الفني هي لعائلة عبابسة، حيث بدأ الأب عبد الحميد عبابسة برفع مشعل الفن في بداية الخمسينيات وبزغ نجمه في الأغاني البدوية وكتابة الكلمات والتلحين، ومع مرور الأيام والأعوام ورث المهنة لأبنائه نجيب عبابسة ونعيمة وفله التي تخطى صيتها البلدان العربية. ونفس الشيء بالنسبة لدحمان الحراشي حيث ترك لابنه كمال الحراشي والمقيم بفرنسا حاليا ميراثا من الأغاني والأشعار التي لم يتمكن دحمان من غنائه في حياته، وأصبح كمال الآن يحمل اسم أبيه على كتفيه أين ما حل ووعد بتتبع نصائح أبيه التي تغنى بها في حياته. ولم يختلف الأمر مع المطرب الشعبي المرحوم الهاشمي ڤروابي بتلقين دروس أسرار الأغنية الشعبية لابنه مصطفى ڤروابي وساعده في حياته وقدمه للجمهور الجزائري بأغنية "صبيات زوج" والتي كان من المفروض أن يؤديها هو وحققت نجاحا كبيرا، وورث المهنة أيضا لابن أخته سيد علي دريس وساعده في تحديد مساره الفني. والحظ نفسه وجده المطرب عبدو درياسة من أبيه رابح درياسة المعروف جدا في الساحة الفنية الجزائرية والعالمية، وكان أول ظهور لعبدو درياسة في حصة ".. وكل شيء ممكن" بأغنية "خاف الله" التي كتبها رابح درياسة آنذاك وحققت رواجا كبيرا لم يستغله عبدو، حيث حاد على نصائح والده واتجه للون الشرقي مما جعله يتوه في زحمة الأصوات العربية الكبيرة، وفي الآونة الأخيرة بدأ بالرجوع إلى حضن أبيه واستغلال أغانيه التي ما زال الجمهور متشوقا لسماعها حتى الآن. أما في مجال التمثيل والسينما والمسرح فقد رفع مصطفى عياد شعار والده "حسان طيرو" الذي تربع على عرش الكوميديا الجزائرية لسنوات، والابن الآن في صدد تحضير لإعادة بعض مسرحيات والده. وتبقى سامية أقومي تنافس والدها في مجال التمثيل السيد سيد أحمد أقومي، حيث أصبحت مطلوبة في كثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية ومشاركتها في أفلام مثل "المنارة" للمخرج بلقاسم حجاج.. وتبقى هذه الظاهرة متواجدة ومتواصلة في عالم الفن والفنانين، وينطبق عليهم مثل "ابن الوز عوام" ويبقى على الأبناء أن يحافظوا على تقاليد وأسرار مهنة الآباء حتى لا يقال عنهم "النار تلد الرماد". سهيل. ب