وسط جو جنائزي مهيب، شيّعت عائلة كناني بالمنطقة التاسعة بمدينة معسكر، جنازة ابنها "عبد النور" الذي عثر عليه مساء الأحد الماضي، مدفونا في حفرة بعد اختفائه لمدة قاربت الشهرين منذ اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك. وقد تمّ نقل جثة الطفل إلى مقبرة دوّار أولاد علة ببلدية سيدي قادة. حيث تنحدر هذه العائلة وكانت تقطن سابقا قبل تنقلها إلى معسكر ولم تتم إعادته إلى مسكنه العائلي، حيث نقل مباشرة من مصلحة حفظ الجثث لمستشفى مسلم الطيب بمعسكر إلى قبره، نظرا لتعفّن جثته وانبعاث الرائحة منها من جهة وحتى لا يتأثر والداه وإخوته وجموع المعزين بالحالة التي آلت إليها جثة هذا الطفل البريء. وحسب مصادر موثوقة، فإنه تمّ العثور على الجثة داخل حفرة إثر مكالمة تلقتها مصالح الدرك الوطني التي مشطت المكان الواقع بالقرب من ملعب الوحدة الإفريقية، مستعملة الكلاب المدربة وبعد التشريح اتضح أن الطفل ليست عليه آثار القتل بالرصاص ولا بوسيلة حادة ولا تظهر عليه آثار للتشويه ولا الذبح، لذلك لم يتم التعرّف عليه إلا بعد حضور والدته التي عرفته عن طريق لباسه. وبعد هذا، تبقى احتمالات القتل بالاعتداء باللكمات أو بالحجر أو الشنق وهي ما لم يستطع الطب الشرعي إثباته بسبب تعفن الجثة. كما أظهرت الخبرة الطبية أن هذا الطفل توفي منذ فترة ما بين شهر إلى شهرين وهذا ما يعني أن المجرمين الذين اختطفوه قتلوه يوم اختطافه أو أياما قلائل بعد ذلك. وقد تنقلنا أمس إلى مسكن عائلة "عبد النور"، حيث لم نجد إلا حزنا وبكاء مخيما على المنطقة بأكملها. أما الطريق المؤدي إلى المسكن، فإنه قد عم بحركة المعزين الذين وفدوا من مختلف المناطق لمؤزارة العائلة في مصابها الجلل. أما والدة الطفل، فإنها في وضعية منهارة وليست بأقل مما هو عليه زوجها وبقية أبنائها. قادة مزيلة