كشف أمس، أحد الضباط العاملين في مصلحة حراسة الشواطئ بوهران، على هامش فعاليات الأسبوع الإعلامي للتعريف بالقوات البحرية الذي احتضنه مركز الإعلام الإقليمي التابع للناحية العسكرية الثانية، عن توقيف 50 حراڤا في في ظرف 3 أيام، بسواحل عاصمة غرب البلاد. وقد أكد ذات المصدر أن الواجهة البحرية لغرب البلاد أطلقت مؤخرا حملة مكثفة لمراقبة المياه الإقليمية وإحباط محاولات الحرقة التي انتهت بقصص مأساوية. وذلك من خلال تنظيم دوريات بحرية مدعومة بوحدات حربية مجهزة بأحدث التقنيات للمساعدة في عملية إنقاذ المغامرين الحراقة، كما تم تسخير البواخر الحربية العملاقة التي تتوفر عليها الواجهة البحرية الغربية والمقدر عددها بست بواخر لذات الغرض، فمصلحة حراسة الشواطئ بوهران تحوز على واحدة والثانية موجودة بأرزيو، وتأتي هذه الإجراءات، بعد تزايد رحلات الموت إلى السواحل الإسبانية، التي اهتدى منظموها إلى حيلة أخرى، تجنبهم التوقيف، باختيار مناسبات الأعياد للإقلاع، يحدث هذا في الوقت الذي تشهد فيه موانئ غرب البلاد تسابقا محموما من لدن الطامحين في بلوغ الضفة الأخرى، حيث تم تسجيل العديد من عمليات الحرقة بالتسلل عبر السفن التجارية المتوجهة لأوربا، وفي مقدمتها ناقلات المحروقات، خاصة ميناء أرزيو الذي عرف مؤخرا تسجيل عمليات من هذا القبيل، مع العلم أن الحصيلة السنوية التي قدمتها المصلحة الوطنية لحراسة الشواطئ الخاصة بالعام الماضي، رصدت فيها 183 عملية هجرة غير شرعية على متن السفن التجارية. في حين يسجل ميناء وهران يوميا استقبال ما معدله 4 حراقة، هؤلاء الذين طردوا من التراب الإسباني، إلا أن ما يبعث على الأسى في ظاهرة الحرقة التي عرفت تصاعدا رهيبا في الآونة الأخيرة، هي قضية المفقودين الذين يجهل مصيرهم إلى حد الساعة إذا كانوا أحياء أو في تعداد الأموات، وحسب الأرقام التي قدمتها المصلحة الوطنية لحراسة الشواطئ، فإن 19 حراقا على المستوى الوطني لايزالون مفقودين، من بينهم 5 أجانب، بيد أنه تم انتشال 87 جثة لحراقة باغتتهم أمواج البحر العاتية، من بينها 40 جثة تبقى مجهولة الهوية وجدت في حالة متقدمة من التعفن، ناهيك عن أولئك الذين قاوموا إلى غاية انتشالهم من البحر وأصيبوا بجروح، إذ بلغ عددهم 23 حراقا. محمد حمادي