يشرع اليوم، التجمع الوطني الديمقراطي، في تنظيم سلسلة من الندوات التكوينية لفائدة منتخبي الحزب، عبر مختلف ولايات الوطن. واختار الأمين العام للحزب، أحمد أويحيى، أن يطلق هذه المبادرة من ولاية المدية، التي سينشط بها اليوم الأربعاء، أول ندوة للمنتخبين المحليين للأرندي. في الوقت الذي توزع فيه عشرة قياديين يعتبرون من المقربين منه، على عشر ولايات أخرى، للغرض ذاته. في هذا السياق، توجهت عضو المكتب الوطني، نورية حفصي، إلى ولاية ورڤلة، ورئيس ديوان الأمين العام للحزب، عبد السلام بوشوارب، إلى ولاية تيزي وزو، والصديق شهاب، إلى ولاية وهران، وعبد القادر مالكي، إلى ولاية عنابة، وخالدي بومدين إلى ولاية تلمسان، وعبد الكريم حرشاوي، إلى ولاية قسنطينة، ومحمد الصالح جنوحات، إلى ولاية بومرداس، وميلود شرفي إلى ولاية تيارت، وزيطوفي دريس إلى ولاية الشلف، فيما أسندت مهمة التكفل بمنتخبي العاصمة لحمي لعروسي، وينتظر أن تستكمل بقية الولايات ندواتها التكوينية، بداية من 13 فيفري الجاري. وتعتبر هذه اللقاءات، الأولى من نوعها، منذ الانتخابات المحلية، التي جرت في نهاية شهر نوفمبر من السنة المنصرمة، وسجلت عودة ملموسة للتجمع الوطني الديمقراطي، كرقم فاعل في الساحة السياسية، باحتلاله المرتبة الثانية بعد حزب جبهة التحرير الوطني، بحيث ينتظر أن يبحث أويحيى والمقربون منه، مع منتخبي الأرندي، تقييم حصيلة تحالفات ما بعد الانتخابات المحلية، وبحث مشاكل الانسداد، التي تسيطر على ما لا يقل عن 500 مجلس بلدي، بسبب طبيعة النتائج الأخيرة، التي لم تفرز غالبا ولا مغلوبا، ودور التحالفات في تجاوز هذه المعضلة. وتأتي هذه الاجتماعات موازاة مع الشروع في تنشيط دورات تكوينية لفائدة المنتخبين المحليين لمختلف الأحزاب السياسية، تحت إشراف ولاة الجمهورية، الهدف منها رسكلة المنتخبين المحليين، بما يمكنهم من الاضطلاع بصلاحياتهم كاملة، تفاديا لكل ما من شأنه أن يقود إلى تعطيل مصالح المواطنين. كما تأتي هذه اللقاءات، بعد أقل من أسبوع من "اقتراح" رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، خلال قمة أحزاب التحالف الرئاسي الأخيرة، يقضي بحل المجالس المحلية المنتخبة، التي تواجه انسدادا وصراعا بين المنتخبين على رئاسة المجالس واللجان التنفيذية، ما يعني أن أحمد أويحيى يحضر مع منتخبيه، لمرحلة ما بعد الانسداد، في وقت تنامى فيه الحديث عن إمكانية معالجة الأزمة بإجراء انتخابات جزئية، تمس المجالس المحلية التي تعاني من الانسداد. وهو قرار يبقى بحاجة إلى مشاورات معمقة، تستدعي تقديم بعض التنازلات من قبل الحزب الفائز، في ظل المواقف المتضاربة بشأن هذه القضية. وفي ظل هذه التطورات، يتساءل مراقبون عن مضمون "التوجيهات والأوامر" التي سيوجهها أويحيى لمنتخبيه، بداية من لقائه بهم اليوم بالمدية، وكذا محل هذه الاجتماعات من إعراب المؤتمر الثالث للأرندي، الذي يعقد قبل حلول الصيف المقبل، في ظل انتقادات من قبل بعض الفاعلين في الحزب، لترؤس الأمين العام للجنة التحضيرية للمؤتمر، وكذا أعضاء مكتب اللجنة التحضيرية، الذين يمثلون أيضا، توجها واحدا داخل الحزب، ما يعني أن العملية لا يمكن أن تخلو من توجهات نحو حشد القواعد النضالية لما هو آت من استحقاقات حزبية وسياسية. محمد مسلم