لقاء أبي جرة سلطاني بممثلي "الأفافاس" لمناقشة مبادرة "أبناء الدا الحسين"، أحيا الخلاف القديم الجديد الخامد بين أسراب "حمس" المغردة وطيورها "المتمردة"، وأجج التراشق بالكلمات من مختلف المنابر، وشبكات التواصل.. ومع انبعاث الصراع من رماده عاد الحديث عن تناقضات "إخوان" الجزائر، واختلافهم في إرث المرحوم محفوظ نحناح السياسي وتفرقهم فيه، والتساؤل هل هي بوادر انشقاق أخرى أو تبادل أدوار ؟. لا يزال سلطاني – زعيم حمس السابق – ينازع مقري – زعيم حمس الحالي - في وضع سياسات الحركة وتحديد مواقفها، لكسر خيار "الممانعة"، يحركه في ذلك الحنين إلى التقرب من السلطة والمشاركة في "الكعكة الشهية"، رغم أنه تولى مقاليد الحركة أول مرة بركوبه صهوة "الممانعة".. وكلما أُعيب عليه ذلك وعلى زمرته ما كانت حجته إلا أن قال إنه يتصرف كشخصية وطنية وما عليه من "سبيل".. أبو جرة اتخذ من صفة الشخصية الوطنية ذريعة لممارسة معارضته داخل الحركة الأمر الذي لم يكن متاحا من قبل وهذا ما جعله يتردد في أن ينحو نحو غول ودان ومناصرة والتأسيس لحزب جديد.. ذريعة "الشخصية الوطنية" هي الرداء الذي يتدثر به سلطاني ويُمنّي به أتباعه أن امشوا واصبروا على زعيمكم حتى تأتي الساعة، ويتحقق المراد بالعودة إلى زعامة الحركة، والعودة بها إلى "حظيرة" السلطة.. هذا هو ديدن الحركة وفلسفتها التي "تموج فيها" مذ أيامها الأولى، وما هو باختلاق، ولا تبادل أدوار.. هي طبيعة "حمس" هكدا وُجدت تترنح بين المواقف والسياسات، بين المعارضة والسلطة، بين المشاركة والمقاطعة، وتلك هي مبادئ "المشاطعة" و"الشروقراطية"، وغيرها من "المصطلحات" التي أسست الحركة على هذا التوازن الهش والرمال المتحركة فريق في المعارضة وفريق في السلطة..