يراهن رئيس حركة مجتمع السلم على كسر قاعدة تداول السلطة بين الأفالان والأرندي، من خلال فوز الإسلاميين بالانتخابات المقبلة التي رفع سقف نتائج حركته فيها ''إذا كانت نزيهة وبعيدة عن التزوير''. ودافع سلطاني عن صواب الخيار الذي اعتمدته حمس في فك الارتباط مع التحالف الذي قال عنه إنه كان تحالفا موجودا في العاصمة فقط. وأبدى سلطاني تفاؤلا بأن الموجة التي حملت الإسلاميين وجعلتهم يتصدرون المشهد السياسي في تونس ومصر والمغرب، وقريبا ليبيا وموريتانيا، لا تزال عالية وستمر حتما على الجزائر. ويرى أن وجود الحركة في الحكومة أمر دستوري لأننا في نظام رئاسي لا علاقة فيه للحكومة بالأحزاب، ووعد بممارسة حمس لمعارضة شرسة في البرلمان المقبل. رئيس حمس يعتقد بأن جاب الله سيكون ''خارج السرب'' إذا نجحت مبادرة التوحيد ''يهمنا تصدر الإسلاميين لكسر رتابة الأفالان والأرندي'' الجزائر: عاطف قدادرة أفاد رئيس حركة مجتمع السلم بأن مبادرة ''توحيد الإسلاميين'' في التشريعيات، لا تعني بالضرورة دخول الانتخابات بقوائم موحدة ''سقف المبادرة قوائم موحدة، وعتبتها تشكيل حلف لحراسة موحدة للعملية والمشاورات هي التي سترسو إلى قرار''، وقال سلطاني عن موافقة حزبه مبدئيا مسايرة المبادرة ''يهمنا جدا أن يتصدر التيار الإسلامي قافلة الفائزين لكسر رتابة الأفالان والأرندي''. وسئل أبوجرة سلطاني، لدى نزوله ضيفا على ركن فطور الصباح في ''الخبر''، عن حظوظ نجاح مبادرة توحيد التيار الإسلامي في التشريعيات القادمة قياسا بعرف سائد ترفض فيه ''الزعامات الإسلامية'' الخضوع لأخرى، فقال ''الذي يرفض وحدة الإسلاميين يتحمل المسؤولية فيما بعد''، رافضا طرحا تتداوله الساحة السياسية بأن حركة مجتمع السلم بقبولها المبادرة إنما لتعليق شماعة فشل مفترضة في التشريعيات القادمة عليها، وقال سلطاني في هذا السياق ''أصحاب المبادرة مشكورون لأنهم فكروا في إمكانية جمع التيار الإسلامي ومشكورون أكثر لأنهم تركوا النقاش مفتوحا''. لكن سلطاني أضاف ''المبادرة لم تحدد مسارها بعد، فهي مفتوحة على عدة خيارات، سقفها دخول التشريعيات بقوائم موحدة، وعتبتها الحراسة الموحدة في العملية الانتخابية''، والثانية في رأي رئيس مجتمع السلم ''ستجنب الساحة السياسية حالة السياب والتهجم، ونخرج من الحملة المتوترة إلى حملة هادئة''، وتابع يقول ''إن لم نستطع أن ندرك السقف فسنكون على الأقل أدركنا إيقاظ الخلايا النائمة وتحريك العملية''. مضيفا أن التيار الإسلامي ظل ''ضحية تصورات وضعت له وليس من صنيعته، وإذا اختاره الشعب الجزائري فأين المشكل في ذلك، وإن أخطأ فمدة خمس سنوات ليست بالطويلة (مدة عهدة النواب) وليعاقبه بعدها''. ولم يبد أبو جرة سلطاني أي تحفظ على تواجد ''جبهة التغيير'' في المبادرة ''ليس لدينا بتاتا أي تحفظ ضد جبهة التغيير''، كما وعد في حال التوصل لاتفاق يشمل سقف المبادرة ''القوائم الموحدة'' بالنزول بالقرار إلى ''مؤسسات الحركة بداية من المكتب الوطني ومجلس الشورى والقواعد لتفصل فيها''، لكن أبوجرة أعطى انطباعا بصعوبة التوصل إلى قائمة موحدة. وسئل أبوجرة عن تحفظات رئيس ''جبهة العدالة والتنمية'' عبد الله جاب الله على المبادرة، فقال ''إذا سارت المبادرة ونجحت وتم الاتصال بالأخ جاب الله ورفضها فسيجد نفسه مغردا خارج السرب.. الذي يرفض وحدة الإسلاميين عليه تحمل المسؤولية فيما بعد''. ورفض سلطاني وصف جاب الله للمبادرة بأنها ''تشويش إعلامي'' وقال ''نحن نرفض تتفيه مبادرات الناس، لأنه أمر غير مقبول''.
''سنمارس المعارضة الشرسة في البرلمان القادم'' قال رئيس حركة مجتمع السلم إنه ''لا أحد يستطيع لي ذراعنا'' في تعليقه عن ردة فعل أطراف في السلطة بشأن قرار الحركة الانسحاب من التحالف الرئاسي، وتابع ''سوف يفتح اللعب وسنمارس المعارضة الشرسة داخل البرلمان القادم''. وأكد سلطاني ''لو بقينا في التحالف الرئاسي، سوف لن تتغير الساحة السياسية''، ولما سئل إن كان من الطبيعي أن تكرس الحركة مع شريكيها، في السابق، الغلق السياسي، لتعمل على فتحه قبيل التشريعيات، أكد أن ''قرار الانسحاب راود قيادة الحركة منذ عام ونصف، ولم ننتظر ربع الساعة الأخير''. وأوضح أبو جرة سلطاني، ردا على سؤال حول اتهامات أطراف سياسية لتشكيلته الحزبية، ب''الانتهازية'' لما قررت قيادته فك الارتباط مع كل من الأفالان والأرندي، في مقابل الإبقاء على وزرائه في الحكومة، مخاطبا تلك الأطراف بأن ''يقرأوا قراءة كرونولوجية لمسار ''حمس''، قائلا إن الحركة دخلت الحكومة عام 1996، بينما دخلت التحالف الرئاسي تسع سنوات بعد ذلك، ما يعني أن وجودها في الجهاز التنفيذي سابق للارتباط بالهيئة الداعمة للرئيس بوتفليقة، بينما ركز الداعون لبقاء وزراء حمس في الحكومة، من أعضاء مجلس الشورى على هذا المرتكز لتبرير موقفهم، وشرح سلطاني يقول ''وجودنا في الحكومة أمر دستوري لأننا في نظام رئاسي لا علاقة فيه للحكومة بالأحزاب، وما دام الأمر كذلك، فإن الحكومة هيئة يختص بها شخص واحد وهو رئيس الجمهورية''. وحول توقيت إعلان الانسحاب من التحالف الرئاسي، الذي أسال الكثير من الحبر على وقع ''ربع ساعة الأخير''، رد رئيس ''حمس'' بالتأكيد ''نحن قررنا الانضمام إلى هيئة التحالف في فيفري 2004، ولا أحد سألنا لماذا انتظرنا ربع الساعة الأخير للانضمام، حيث لم يتبق لرئاسيات 2004 سوى أسابيع، دعمنا خلالها ترشح بوتفليقة، ولما انسحبنا قالوا عنا إننا انتظرنا ربع الساعة الأخير''، وهو الموقف الذي عبر عنه الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى. وأضاف سلطاني ''بدأنا التلويح والتحذير منذ أكثر من سنة ونصف، عندما بدأنا الحديث عن ضرورة ترقية التحالف إلى شراكة سياسية، وقد تبين لنا أن التحالف كان في العاصمة فقط، ولا يوجد لا في البلديات ولا في الولايات، وهذا ما رفضناه، واتضح أن الهيئة بلغت نهايتها التاريخية''. وعن ردة فعل السلطة بشأن الانسحاب قال ''بعضهم صدم وبعضهم الآخر انكمش''. وقدم سلطاني، ''تدني سقف الإصلاحات'' القشة التي قصمت ظهر البعير''، متهما الأفالان والأرندي بتقزيم مشروع الرئيس بوتفليقة، الإصلاحي، على أن ''من صاغ القوانين، صاغها بمنطق حالة الطوارئ والمأساة الوطنية''. ولما سئل، لماذا لم يفعل الرئيس شيئا ردا على ذلك أجاب ''الرئيس يعتقد بأن من فعل ذلك هم ممثلو الشعب ولا يستطيع القفز على إرادتهم''، وتابع'' لو بقيت مشاريع قوانين الإصلاح كما كانت في مجلس الوزراء، لكانت أفضل بكثير''، كما أكد أن ''تنزيل سقف الإصلاحات لا علاقة له بالحكومة''. الجزائر: محمد شراق
رد على ولد قابلية بشأن حظوظهم في الانتخابات ''حتى في تونس ومصر لم يتوقع أحد فوز الإسلاميين'' رفض أبو جرة سلطاني المنطق الذي تحدث به وزير الداخلية دحو ولد قابلية بخصوص احتمال حصول الإسلاميين بالجزائر على الأغلبية كما وقع في تونس ومصر والمغرب. وقال إن الزعم بأن الجزائر ستكون الاستثناء في الانتخابات ''رجم بالغيب وقراءة غير مبررة''. وسألت ''الخبر'' سلطاني عن موقفه من تصريحات ولد قابلية قبل أسبوعين، جاء فيها أن الاسلاميين لن يأخذوا الأغلبية في الانتخابات التشريعية، فقال ''الذي أعرفه أن الجزائريين لا يقبلون بأي وصيَ عليهم في اختيار اللون السياسي الذي يريدون. زيادة على ذلك لا أحد يملك أن يقرأ الغيب''. وأوضح رئيس حمس أن الأحزاب التي فازت بالانتخابات في تونس ومصر، نفسها، لم تكن تتوقع الفوز العريض الذي حققته، مشيرا إلى أن إخوان مصر وضعوا في الحسبان حصولهم على 35 بالمائة من الأصوات فقط، ''ففاجأهم المصريون بمنحهم 47 بالمائة. وكذلك حركة النهضة في تونس التي فاجأها الشعب التونسي بأكثر مما كانت تتوقع، رافعا بذلك سقفها عاليا''. وعلى هذا الأساس، يرى أبو جرة أن استباق الحدث بالقول إن الانتخابات في الجزائر لن تفرز اللون السياسي الذي أفرزه الصندوق في تونس ومصر، ''قراءة للغيب السياسي، أو هو رجم بالغيب''. ويجمع مسؤولون في السلطة، وقريبون منها، بأن احتكاك الإسلاميين بنظام الحكم ومشاركتهم في الحكومة، يجعل في وضع مغاير للإسلاميين في تونس ومصر وحتى في المغرب، فهؤلاء كانوا دائما في المعارضة. ومن هذا المنطلق فنظرة الناخبين، حسب هذا الرأي، تختلف بين الإسلاميين الذين شاركوا في الحكم والذين عارضوا السلطة. وعلى عكس ما قاله عن موقف ولد قابلية، يرى سلطاني أن توقع حصول الإسلاميين على الأغلبية ليس رجما بالغيب. ويشرح ذلك بقوله ''حينما نقول إن الإسلاميين سيكتسحون الانتخابات لو كانت نزيهة ونظيفة، فهذا يتساوق مع التيار أو الموجة والعدوى السياسية الجارية في المنطقة، بمعنى أن الشعوب انخرطت حاليا في توجه جديد يقوم على تمكين الإسلاميين من فرصتهم. وفي اعتقادي، أصبحت هذه العدوى بسيكولوجية، فالجزائريون يقولون إن التونسيين منحوا ثقتهم للإسلاميين وكذلك الأمر بالنسبة للمصريين والمغاربة، فلماذا لا نحن أيضا؟''. وتابع ''يضاف إلى تجارب البلدان الثلاثة، إعلان التيار الإسلامي في ليبيا قدرته على قيادة البلاد، وهو ماض نحو اكتساح الساحة السياسية حسب المؤشرات المتوفرة. والأصداء القادمة من موريتانيا تفيد بأن الأمر محسوم للإسلاميين. وما دام الحسم وصل بهذه الطريقة في منعطف تاريخي معين، فهذا يعني أن الشعوب اقتنعت بأن ساعة الإسلاميين دقت، وبالتالي يستحقون تجريبهم في شؤون التسيير''. الجزائر: حميد يس
قال ضيف ''الخبر''
رئيس جبهة العدالة والتنمية حر بدا سلطاني منزعجا من تصريحات عبد الله جاب الله التي قدم فيها تقييما سلبيا لحركة مجتمع السلم بخصوص أدائها ومشاركتها في السلطة، ورد زعيم حمس على رئيس جبهة العدالة والتنمية بالقول ''لم نكلف جاب الله بأن يكون مكتب دراسات لتقييمنا''، مشيرا إلى أن الحركة نظمت ندوة بعنوان ''حمس في مرآة الآخرين''، وطلبت من رجال الإعلام إعطاء آرائهم حول هذه المسألة. وأشار سلطاني ''نحن ما قيمنا أداءه، حتى يقيم هو أداءنا، هو حر ونحن أحرار أيضا''. حتى الشحم إن وجد فكلوه ردا على تصريحات بلخادم في ولاية البويرة التي اعتبر فيها انسحاب حركة حمس من التحالف بأن ''الانضمام كان طواعية والانسحاب طواعية، لكن نقول لهؤلاء إذا كان اللحم حراما فحتى المرق حرام''، ذكر أبو جرة سلطاني أن حركة مجتمع السلم تقول لعبد العزيز بلخادم ''تركنا لكم كل اللحم.. وحتى الشحم إن وجد فكلوه''. القانون هو الفاصل في أحقية تأسيس أحزاب أوضح أبو جرة سلطاني أن الجزائريين الذين ''برأهم القضاء وأعطاهم الحق الكامل في الممارسة السياسية'' من حقهم تأسيس أحزاب، في تعليقه على تحفظ السلطات على أسماء مواطنين ضمن المبادرين بتأسيس أحزاب، ب''شبهة'' التعاطي في فترة سابقة مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، وتابع ''الأمر خاضع للقانون''. زرت الصين فلم ينطق أحد ولما زرنا قطر قلبت الدنيا صنف أبو جرة سلطاني زيارته التي قادته إلى قطر وبعدها تركيا ضمن برنامج سطرته الحركة منذ فترة، متسائلا ''زرت الصين ضمن وفد من أعلى مستوى ومكثنا مدة طويلة وقابلنا مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني، ولم نسمع أحدا يتكلم''، وتابع ''وقدرا جاءت زيارة قطر بعدها ثم تركيا، فهل كنا نوقف برنامجنا من أجل إرضاء الآخرين''. وكشف بالمناسبة أنه سيسافر إلى القاهرة لتهنئة ''الإخوان'' على فوزهم بالانتخابات. أويحيى في هجومه على أردوغان تحدث باسم حزبه أوضح أبو جرة سلطاني حول تهجم أحمد أويحيى على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بخصوص تصريحاته عن جرائم فرنسا في الجزائر، قائلا ''تبين لي أن أويحيى كان يتكلم باسم الحزب وليس كوزير أول''، وهناك فرق بين الاثنين، لأنه كحزب لا يمثلني وهو حر في رأيه، أما كوزير أول فهو يتحدث باسمي. لن أترشح للتشريعيات قطع أبو جرة سلطاني الشك باليقين بخصوص الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، بحيث قال صراحة بأنه ''لن يترشح لها''، وهو ما يعني أنه يفتح المجال لوجوه أخرى في الحركة للدخول إلى البرلمان المقبل. كما ذكر أنه يرجح جدا عدم الترشح لرئاسة الحركة في المؤتمر القادم سنة .2013 لم نتحدث عن الحدود أو الصحراء الغربية قال سلطاني لدى استقباله لوزير الخارجية المغربي بأن معالجة القضايا المطروحة مع الجزائر لا بد أن تتم في إطار شامل، مشيرا إلى أن قضية الحدود المغلقة ستجد حلها في إطار بناء المغرب العربي. وذكر أن فتح الحدود والصحراء الغربية لم تطرح مع سعد الدين العثماني، ودار النقاش حول حاجة جبهة العدالة والتنمية المغربي الاستفادة من تجربة التسيير التي تملكها حمس.