تراكمت الأوضاع بشكل سلبي للغاية على مستوى قاعدة الحياة "camp2" الواقعة بتاجنانت بولاية ميلة، حيث بلغ صبر العمال الجزائريين حدا لا يطاق دفعهم للاستنجاد بوزير الأشغال العمومية عمار غول الراعي المباشر لمشروع الطريق السريع شرق غرب قصد التدخل ووضع حد لتجاوزات مسؤولي شركة كوجال اليابانية اتجاه العمال الجزائريين حصريا. وقد عدد المشتكون في رسالة تحصلت الشروق اليومي على نسخة منها مساوئ اليابانيين الذين استعبدوهم بدرجة غير مسبوقة في ضوء المعاملات السيئة التي بات يتلقاها الجزائريون دون غيرهم من الجنسيات من الاحتقار والإهانات المتعمدة وسائر صنوف المذلة. خاصة على مستوى الرواتب التي تقل عند الجزائري وتقفز نحو الأعلى عند غيره، فمعدل أجر الإطار الجزائري 2.5 مليون سنتيم والأجر القاعدي للسائقين 1.3 مليون سنتيم رغم أن مدة العمل يوميا من الثامنة صباحا إلى الخامسة مساء، فيما يتلقى المترجمون المصريون الذين أصبحوا واسطة بين المسيرين والعمال أجورا خيالية، وفي نفس السياق لقي عديد من المهندسين المحليين توقيفات تعسفية ودفع عدد كبير منهم دفعا للاستقالة وأسوأ منهم يتعرض بقية العمال العاديين الأقل مستوى إلى التوقيف التعسفي تحت شعار "شركة كوجال تستغني عن خدماتكم". هذا ويروي التقرير المعد من كوكبة من الإطارات والمهندسين المحقورين الوجه الآخر لحياة البذخ في قاعدة الحياة من طرف اليابانيين الذين ألفوا برمجة سهرات وحفلات ماجنة بكل ما لذ وطاب من أنواع الخمر والمشوي ويقضون عطلهم في أحسن الفنادق والمواقع مادام الراتب مضاعف عشرات المرات عما يتلقاه الجزائري، ولا يتوقف التباين عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل حتى الإطعام أين يتناول المصريون واليابانيون والأندونيسيون والفليبيون في مطاعم راقية بالقاعدة ويحشر الجزائريون في النادي لتناول وجبات خفيفة باردة. والخطير في القضية أن الإضراب ممنوع والاحتجاج مثله، وحق التجمع في النقابة لتنظيم عملية الدفاع عن حقوق العمال منطقة محرمة، وهدف بعيد المنال نظرا للعراقيل الجمة التي وضعت في هذا الطريق، ليبقى التساؤل في الأخير حول مدى قدرة العمال المحليين على الصبر على ما يعتبرونه إجحافا في حقوقهم، وأي مدى ستصله شكاواهم، وهل ستتأثر وتيرة إنجاز أشغال الطريق السيار في الجهة الشرقية بهذه المشاكل. نصرالدين معمري