انتهى اجتماع المجالس العلمية التي تعود لها مهمة الفتوى في الجزائر، في الدورة الثانية إلى تفسير استثمار أموال الزكاة بمنع الشباب من التفكير في الهجرة، موجها نداء لهؤلاء بالاستقرار في بلادهم وعدم الإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة. وأكدت المجالس العلمية التي اجتمعت بدار الإمام من الاثنين إلى الأربعاء، في البيان الختامي لدورتها الثانية، على أن "صندوق الزكاة يساهم في التخفيف من معاناة الشباب بتوفير فرص عمل لهم ما يثنيهم عن التفكير في الهجرة"، موجها لهؤلاء نداء بأن "يستقروا في بلادهم ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة، فيغامروا بأنفسهم في هجرة غير شرعية ليصبحوا، إن نجوا من موت محقق، ضحايا عصابات مستغلة لا ترحم". واغتنم رؤساء المجالس العلمية لقائهم نصف السنوي ليدافعوا عن القضايا التي اتهمت فيها الوزارة بسوء التسيير، حيث جاء في البيان "الخطاب المسجدي الأصيل برز وفضح تهافت الأفكار الدخيلة التي أسست للغلو والتطرف والتكفير وولدت الإرهاب الذي تحرمه جميع الشرائع السماوية وتدينه كل الأعراف والقوانين الدولية والمذاهب الإنسانية". ووجه المجتمعون بدار الإمام، نداء للمسلحين للكف عن استهداف الآمنين "من يستبيح دم الآمنين ويستحل أموالهم ويعتدي على حرماتهم" إلى "كف أيديهم والتوبة إلى بارئهم والاصطلاح مع أمتهم". أما عن الدورة الثانية للمجالس العلمية، التي انطلقت أشغالها يوم الاثنين الماضي، وما دار خلالها من نقاش، محاولة من الأئمة والأساتذة إيجاد رأي جامع حول عدد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وكان أعضاء المجالس العلمية للولايات قد حاولوا الوصول إلى رأي مجمعي حول قضايا الطلاق بالثلاث في مجلس واحد، حرمان المرأة من الميراث، تسجيل عقود الزواج مدنيا، عقد الزواج على فتاة حامل، التأمين على الحياة، فوائد ودائع البنوك والاستثمار في أموال الزكاة. وقد اتفقوا على رأي موحد في عدد من هذه المسائل كجواز الاستثمار في أموال الزكاة ووجوب تسجيل عقد الزواج مدنيا وعدم جواز حرمان المرأة من الميراث، بينما أبقوا بعض المسائل عالقة كالتأمين على الحياة الذي لم يفصلوا فيه وعقد الزواج على فتاة حامل، إذ رأوا وجوب إيجاد حل لهذه القضية على أن يكون "مقيدا". غنية قمراوي/وأج