دعا الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأربعاء، شباب ثورة 25 يناير/جانفي في مصر، إلى التوحد ضد أعداء الثورة ونبذ الفرقة وتجاوز الخلافات والأحقاد الإيديولوجية بين التيارات السياسية. وقال القرضاوي في بيان إلى الشعب المصري، الذي استقبل حكم براءة الرئيس المخلوع حسني مبارك بغضب شديد، "بعد الحكم الجائر، الذي جدد الأحزان، واستهان بالدماء الزكية التي سالت منذ 25 يناير 2011، حتى اليوم، والدماء الأخرى التي سالت قبل ذلك بثلاثين عاماً". وأضاف القرضاوي، هذا الحكم الذي نطق به قاض ظالم، معلناً براءة طاغية مصر وفرعونها، الذي أهلك الحرث والنسل، وأفقر البلاد، وأذل العباد، وأمر بالباطل، ونهى عن الحق، وكان عوناً لأعداء الأمة على أبنائها، ومثّل - بشهادة الصهاينة - الحليف والصديق والكنز الاستراتيجي لهم. وتابع القرضاوي، "لن تضيع ثورتكم الطاهرة، ودماء شهدائكم الزكية، وجراحات المصابين، وصرخات الحرائر، وصيحات المقيدين، كما يحاول أهل الباطل أن يصوروا لكم، فالصراع قائم، والأيام دول، والدهر قُلَّب، وعلينا أن نستفيد من أخطائنا، ونتعلم من تجاربنا، ونحذر من عدونا، ولا نلدغ من جحر مرتين!!". وأكد القرضاوي، إن دماء المصريين جميعاً واحدة، وإنه لا فرق بين دماء التحرير، ومحمد محمود، والعباسية، وماسبيرو، ودماء رابعة العدوية، والنهضة، والحرس الجمهوري، وجامع الفتح في القاهرة، وجامع القائد إبراهيم بالإسكندرية، وسائر ميادين الثورة في المحافظات.. ولا فرق فيها بين دم مسلم، ودم مسيحي، فكلها دماء أريقت، وكلها أرواح أزهقت". وطالب القرضاوي شباب الثورة قائلاً: يا شباب الثورة الأطهار، من كل فصائلها وتياراتها.. تجردوا لله تعالى، ثم لأوطانكم، ولا تنهكوا أنفسكم بخلافات لا دخل لجيلكم بها، أو بمرارات تاريخية، تسامحوا فيما بينكم، وترفعوا عن الصغائر، فأنتم المستقبل، وأولى بالمستقبل ألا يرث ضغائن الماضي وإحنه، أو ينغمس في بحار الكراهية. ووجه القرضاوي في بيانه رسالة إلى الإسلاميين قال فيها، "إن ثمرة الهوية الإسلامية المنشودة، هي تحقيق العدل، وإزاحة الظلم، والانحياز للحق، ومقاومة الباطل، والانتصار للمستضعفين في الأرض، ونشر روح الحرية، وبسط مبادئ المساواة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعمارة الأرض، ورفع شأن العلم، والعمل على تحقيق النهضة، في كل ديارنا، ولكل أبنائنا. وأكد إن معركتنا مع النظام العسكري في مصر تتجاوز مرارات التيار الإسلامي، الذي كافح وناضل طوال قرن مضى، قدم فيه الشهداء والضحايا، ولاقى ما لاقى من ألم وقهر، وعذاب وبطش، كما لاقى غيره من الشرفاء من كل فصيل. وخاطب القرضاوي أفراد الجيش المصري، أنتم إخواننا وأبناؤنا، وقوتنا في وجه عدونا، وعدتنا لحماية وطننا، أيها العسكريون احذروا أن يغركم الشيطان، فتقولوا: السلطة السياسية مع الحماية العسكرية. فهذا هو الخطأ الأكبر، ومحور الاستبداد، وأساس الفساد. وقال القرضاوي للانقلابيين أنتم إلى زوال، وإن ظننتم غير هذا، وسوف يعلو صوت الحق، ويخفت صوت الباطل، هؤلاء الشباب لن تهن عزائمهم، ولن يتراجعوا عنكم، ولن يرضوا إلا أن يصنعوا مستقبلهم، وينالوا حريتهم، فلا تقطعوا على أنفسكم خطوط الرجعة، ولا تكلفوا مستقبل الأيام عداوات ومرارات يحملها لكم الشباب، ولا تدفعوهم إلى عداوتكم، اتقوا الله فيهم وفي أنفسكم، وتراجعوا عن نصرة الباطل، فالغد للشباب، مهما حاولتم، أو دبرتم.