بعد جولة المفاوضات التي أجريت مؤخرا بالجزائر، تقرع الحرب من جديد بالشمال المالي، حيث أن الحركات الثلاث الداعية إلى إنفصال الشمال عن الجنوب "الحركة العربية جناح ولد سيدات - الحركة الوطنية لتحرير أزواد - المجلس الإسلامي الأعلى" دعت قياداتها العسكرية والسياسية لاجتماع طارئ يوم 10 ديسمبر الجاري بكيدال للنظر حسب المعلومات المتسربة للشروق في كيفية الرد على تعنت الحكومة المالية وذلك من خلال توجيه ضربة عسكرية لولايتي غاو وتنبكتو اللتين بقيتا تحت سيطرة الحكومة المالية. وما يضاعف المخاطر أن بهاتين الولايتين ميليشيات عربية تتمثل في الحركة العربية جناح ولد بده والتي ينضوي تحت لوائها العديد من القبائل العربية في الشمال المالي؛ كما ان هناك حركة غاتيا وهي مؤسسة أصلا من قبيلة إمغاد المنتمي إليها الجنرال في الجيش المالي الهجي أغ أمود؛ أما الحركة الثالثة فتتمثل في حركة الغندا كوي وتعني باللهجة المحلية أصحاب الأرض، وتتكون من مجموعة القبائل ذوي البشرة السوداء وغير الناطقين بالعربية أو التارقية. وهذه الحركات الثلاث متحالفة مع الحكومة المالية ولها مطالب، ولكن غير انفصالية عن الدولة المالية. ومن هذا المنطلق، يرى مراقبون بأن إعلان الحركات الثلاث الأولى الحرب على الجيش المالي في الولايتين السابقتين "غاو - تنبكتو" سينتج عنه حتما اشتباكات قبلية بين موالي الدولة المالية من الحركات ومن يعارض وجودها؛ وخاصة إذا علمنا أنه سبق للجانبين وإن دارت بينهما معارك طاحنة في الأشهر القليلة الماضية، وكلا منهما يحتجز رهائن للآخر.