حصل الأردن سياسيا ودبلوماسيا على "ضوء أخضر" من الإدارة الأمريكية يسمح باختبار سيناريو جديد للتعامل مع تداعيات الملف السوري تحديدا على أساس خطة انتقالية للسلطة في دمشق تجمع الأصوات المؤثرة دوليا وإقليميا وتدعمها القيادة الروسية تحديداً. الأردن، وعلى هامش زيارة الملك عبد الله الثاني الأخيرة لواشنطن، تمكن حسب "القدس العربي" من "إقناع" الإدارة الأمريكية مؤخرا بالعمل على "تقريب وجهات النظر" بين الأمريكيين وروسيا في ما يتعلق بالملف السوري تخلصهما من الأزمة الدولية الحالية. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد بحثت هذا الخيار مرّات عدة مؤخرا مع أطراف عربية وأخرى في المعارضة السورية فيما تؤشر الاتصالات الأردنية المكثفة خلال الأسبوع الماضي إلى أن الاقتراح الخاص بخطة انتقالية تستبدل سيناريو إسقاط نظام بشار الأسد، "ينمو" بنضج وبخطوات ملموسة حتى على مستوى المجموعة العربية. وقد استضافت عمان لقاءات معمقة في هذا السياق طوال الأيام السبعة الأخيرة، فيما تساند دولة الإمارات هذا الاتجاه بدعم أيضا من القيادة المصرية، حيث زار عمان الرئيس عبد الفتاح السيسي ثم قام العاهل الأردني بزيارة مباغتة مساء الاثنين للمملكة العربية السعودية التي ما زالت متحفظة على فكرة التعامل مع بشار الأسد من أساسها. وجهة نظر الأردن في الكواليس كانت تتحدث عن ضرورة الحفاظ على النظام السوري نفسه وأجهزة الدولة مع مرحلة انتقالية تنتهي بمغادرة الرئيس بشار الأسد شخصياً وحتى عائلته، على أساس عدم التورط مجددا بسيناريو "حل حزب البعث" في نسخته العراقية. ويبدو أن عمان أنجزت في هذا السياق ما تطلب زيارات متبادلة مع السيسي والعاهل السعودي حسب مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الأردنية. إلى ذلك، وصل إلى القاهرة أمس، الأربعاء، وفدٌ سوري برئاسة عماد الأسد، ابن عم الرئيس السوري، رئيس الأكاديمية البحرية في اللاذقية قادماً من دمشق في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها عددا من المسؤولين والشخصيات المصرية. وسيبحث الوفد "تطورات الوضع في سوريا على ضوء الموقف المصري الذي يؤيد الحل السياسي للأزمة السورية". من جانبه، استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، في العاصمة الإيرانية طهران أمس الأربعاء. وصرّح روحاني خلال اللقاء "إن مقاومة سوريا للإرهابيين، لقنت أولئك الذين يواجهون سيادة واستقلال البلد درساً، بأن الدعم المالي والعسكري لهم لن يكسّر خط المقاومة، ولن يتمكنوا من الإطاحة بحكومة شرعية". وأضاف "إن الشعب والجيش السوريين، خاضوا حرباً شرسة ضد المؤامرات طيلة 4 سنوات، والآن استوعب المجتمعُ الدولي حقيقة الحرب التي يخوضها في مواجهة الجماعات الإرهابية والمؤامرات الخارجية"، وأكّد روحاني أن التوصل إلى حل للأزمة السورية يمكن "عبر الحوار والمفاوضات السياسية الداخلية فقط".